تتعرض صحيفة "الشروق اليومي"، منذ أيام، لحملة مسعورة، من القنوات والمواقع والصحف التابعة للطائفة الأحمدية، من لندن وباريس والعراق والهند، وحتى من الأرض المحتلةفلسطين، وواضح بأن الأطراف التي تشنّ الحرب تسعى يائسة إلى تدويل قضية الأحمديين في الجزائر، وأيضا لمحاولة التغلغل وبث أفكار الطائفة على اعتبار أنها مذهب إسلامي وليست دينا قائما بذاته. وقام أحد أمراء الطائفة المدعو أبو صالح باستضافة أحمدي فلسطيني، يدعى عبد القادر مدلّل، على اعتبار أنه رئيس الجماعة في فلسطين، وكان واضحا من خلال هذه الاستضافة اللعب على الوتر الفلسطيني، لعلم المدعو أبو صالح بارتباط الجزائريين بالقضية الفلسطينية، خاصة أن رئيس الجماعة اسمه عبد القادر. واتهم الرجلان في شريط فيديو، "الشروق" بتضليل الجزائريين، ونزلوا عليها شتيمة وحتى لعنا، وشدّد المدعو أبو صالح على ضرورة توقف "الشروق" عن التعرض للأحمدية وضلالها، وقدّم مجموعة من المواضيع والأخبار التي نشرتها الشروق اليومي، وهدد في حالة مواصلتها نشر مواضيع عن الأحمدية بالجحيم، عندما قال: "لا بدّ أن تتوقف الشروق اليومي فورا، لا يمكن أن تستمر لأنها حملة ظالمة". وحاولت الجماعة أن تقدّم نفسها على أنها لا تعترف سوى بمحمد صلى الله عليه وسلم خاتما للأنبياء، وبأنها تؤدي الفرائض الخمسة ولا قرآن لها سوى كتاب الله، ومتبعة لسنة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما يدخل الجماعة في تناقض بين الفعل والقول، لأنها تقدّم نفسها على أنها لا تختلف عن أهل السنة في شيء، ويدفعنا للسؤال عن سبب اختيار اسم الأحمدية بدل الإسلام، ولكنها في كل ردودها تستدل على ما كتبه مؤسس الجماعة منذ أكثر من قرن، ميرزا غلام أحمد ويربطون إسمه بجملة عليه السلام، وخاصة عبر كتابه سفينة نوح، ويختارون المواضيع التي يلتقي فيها الأحمديون مع بقية المسلمين. ولم يسلم وزير الأوقاف محمد عيسى ولا حتى مصالح الأمن الجزائري من الهجوم الأحمدي، الذي كان معجونا بتقديم سموم الطائفة، وتساءلوا كيف لمصالح الأمن أن تقتحم منزلا وتوقف أناسا حسب مزاعمهم، لم يرتكبوا جريمة وإنما أدوا صلاة الجمعة في خلوة عن الناس، وتحدّوا إن كان للجماعة ما يختلف عن بقية المسلمين. ولكن إطلالة الجماعة من فلسطين بين الحين والآخر كلما حاولت الردّ على "الشروق" ، وأيضا منذ حوالي شهرين عندما ردّت على الشروق جريدة وقناة، دليل على ارتباط الجماعة المشبوهة بأطراف صهيونية، فاستغلت الظرف الاقتصادي الحالي وأيضا وجود فتنة في دول الجوار، لأجل الصيد في المياه العكرة بالمنطقة. وكان مدير الأمن الولائي في سكيكدة قد صرّح للشروق بأن الأحمديين، حاولوا تجنيد البطالين ومحدودي التعليم، في الوقت الذي تأكد تسلم الكثير منهم لمبالغ مالية تتراوح بين 10 آلاف و 20 ألف دينار جزائري، مقابل توزيع أفكار الطائفة التي وجدت محاميا فرنسيا من أصول باكستانية يدعى آسيف عريف، باشر سعيه للحضور إلى الجزائر للدفاع عن الأحمديين، فيما عاد البعض منهم إلى جادة الصواب، ونقلت "الشروق" شهاداتهم واعترافاتهم بشأن تفكير ونوايا هذه الجماعة الضالة.