غصّ مسرح عز الدين مجوبي في عنابة، مساء السبت، بالعائلات التي قدمت للاحتفاء بذكرى عميد فن المالوف، الحاج محمد طاهر الفرقاني، الذي أبى جمع من أصدقائه وتلاميذه إلا أن يتذكروه ويرفعوا له أمسية من التكريم والعرفان لما قدمه للفن في الجزائر والمغرب العربي. وأبدى نجل الراحل محمد طاهر الفرقاني، الفنان سليم الفرقاني، المقيم بفرنسا، جزيل امتنانه وتقديره لمبادرة مديرية الثقافة لولاية عنابة، وحضور السلطات المحلية، على رأسها الوالي يوسف شرفة الذي سلّمه تكريما لوالده نيابة عن عائلته، وعرفانا بما قدمه في خدمة الفن الأصيل على مدار أزيد من ستين سنة من عمره، كرّسه لدراسة وتأدية موسيقى فن المالوف القسنطيني الأصيل، حتى أصبح يشكل مدرسة متفردة في الأداء والإبداع لهذا النوع. وكان حفل التذكارية قد افتتح على أنغام للفرقاني أداها الفنان الشاب كمال بناني الذي تجاوب الجمهور مع وصلته، كما تجاوب مع باقي الفنانين الذين أطربوا الحاضرين بوصلات شهيرة من أغاني المالوف، وهم فيصل كاهية، لخضر كسري، الحاج بوغمزة، مبارك دخلة، ديب العياشي، قبل أن يختتم الحفل صاحب الكمان الأبيض، الفنان حمدي بناني، الذي كانت تربطه علاقة خاصة فنية وعائلية بالراحل محمد طاهر الفرقاني. وقد أشاد الجمهور بحسن تنظيم الحفل والأداء المبدع والمتقن للفرقة الموسيقية التي رافقت الفنانين، تحت قيادة الفنان حمدي بناني ومنحت الجمهور ليلة من ليالي الطرب الأصيل الذي افتقده الجمهور الذوّاق في مدينة شهدت على أول جائزة تكريمية نالها الحاج طاهر الفرقاني في عنابة في مسابقة موسيقية عام 1951 خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر.