بادر المرشح الرئاسي الفرنسي إيمانويل ماركون، الثلاثاء، بزيارة رمزية إلى مقام الشهيد بالعاصمة وضع خلالها إكليلا من الزهور أمام هذا النصب المخلد لشهداء الثورة التحريرية، رغم أن هذا السياسي أعلن سابقا وجود إيجابيات للإستعمار. وكتب ماركون على صفحته على "فايسبوك"، بشأن هذه الزيارة "انتمي إلي جيل لم يعش حرب الجزائر، ولكن من الضروري معرفة ثقل التاريخ ...يجب عيش ذاكرتنا بكل مآسيها". ويروج هذا المرشح الرئاسي الفرنسي منذ وصوله الجزائر، الاثنين، إلى ضرورة تجاوز الماضي بثقله والتوجه نحو المستقبل، وهي تقريبا نفس المقاربة التي تبناها الرئيس الحالي فرانسوا هولاند للعلاقات مع الجزائر. وقال ماكرون في حوار مع مجلة "لوبوان" الفرنسية شهر نوفمبر الماضي، أنه "في الجزائر كان هناك تعذيب، ولكن أيضا ظهور دولة وثروات وطبقات متوسطة، هذه حقيقة الاستعمار لقد كانت هناك عناصر للتحضر وأخرى للوحشية". والتقى ماركون، الذي تضعه استطلاعات الرأي في مقدمة السباق الرئاسي، بعدد كبير من المسؤولين في الجزائر في مقدمتهم الوزير الأول عبد المالك سلال إلى جانب منتدى رؤساء المؤسسات، وهو برنامج يعكس وفق مراقبين بحثه عن دعم جزائري في السباق. ويعد هذا الوزير السابق، ثالث مرشح للرئاسة الفرنسية يزور الجزائر، بعد ألان جوبي (يمين) وأرنولد مونتبرغ (يسار)، وأقصيا في الإنتخابات التمهيدية. وإيمانويل ماكرون، تصفه وسائل إعلام فرنسية، بالنجم الصاعد في السياسة الفرنسية وهو وزير الاقتصاد الفرنسي السابق (2014-2016)، الذي تحول إلى ظاهرة سياسية منذ استقالته من منصبه الوزاري في شهر أوت 2016 ليؤسس حركة "إلى الأمام. ويعتقد مراقبون أنه يمثل تيارا وسطا بين اليمين واليسار في فرنسا.