اقترح وزير الثقافة فكرة إنشاء أكاديمية للفنون لتخريج الفنانين كبديل تكويني يسمح للمهتمين بتحصيل تكوين في المجال بعيدا عن هاجس الشهادة أو التوظيف في التخصص، أي ما يشبه الماستر المهني للموهوبين في مختلف المجالات الفنية. وانتقد ميهوبي أداء الدفعات المتخرجة من معهد برج الكيفان في تخصص "النقد المسرحي" في السنوات الأخيرة، كونها الغائب الأكبر في حلقة الإنتاج المسرحي الذي كان يجب– حسبه- أن تواكبه حركة نقدية. وتأسف لغياب المعهد عن الحركة الثقافية واكتفائه بالمهمة الأكاديمية: "المعهد الذي تخرجت منه أسماء فنية مهمة يعيش على هامش الحياة الثقافية ويكاد يكون غائبا وهو مطالب بتجديد آليات عمله في مجال التكوين". وأضاف في نفس السياق: "يجب إعادة الحياة إلى هذا المعهد وعليه ألا يبقى منغلقا على نفسه". وقدمت اللجان الست التي تكونت منذ 22 جانفي المنصرم للنظر في الأزمة التي تمر بها المسارح في الجزائر أهم مقترحاتها للخروج من هذا الوضع الذي أدى إلى تراجع مردوديتها خاصة في ظل اعتمادها الكلي على دعم الدولة في السنوات السابقة، إضافة إلى التوظيف العشوائي للمستخدمين، وهو ما كبد أغلبها ميزانيات أجور ضخمة تجاوز بعضها الميزانية المخصصة للإنتاج والتوزيع. اللقاء الذي استمر حتى ساعات متأخرة مساء أول أمس بقصر الثقافة مفدي زكرياء كان نقاشا مفتوحا بين الوزير والفنانين الفاعلين في المشهد المسرحي وبحضور أغلب مديري المسارح الجهوية، إضافة إلى مدير المسرح الوطني باعتباره رئيسا للجنة الإنتاج. واقترحت اللجان الست "المضامين والتمويل والتكوين ومراجعة القانون الأساسي وتوزيع العروض والإنتاج" عددا من الحلول أهمها تحويل المسرح الجهوي إلى مسرح المدينة مع الإبقاء على تسمية المسرح الوطني وتوحيد النظام الإداري بقرار وزاري يصدر في الجريدة الرسمية وصياغة نص قانوني لسير وعمل التعاونيات المسرحية وتحويلها إلى آليات للإنتاج. وطالبت اللجان بتقنين السبونسور الثقافي، كما دعت إلى خلق شبكة توزيع وطنية، وذلك بإيجاد بدائل للتمويل من خلال الأعمال واستغلال الهياكل والرعاية والاقتطاع الضريبي. وسلطت لجنة التوزيع الضوء على نقاط الضعف في سياسات التوزيع المتبناة ووقفت عند تأثير الارتجال في البرمجة على العملية، إضافة إلى غياب سوق وقوانين يمكن أن ترتكز عليها المسارح التي تعتمد بشكل كلي على دعم الدولة، إضافة إلى غياب قسم خاص بالإعلام والاتصال والتسويق وغياب أي تنسيق مع الجامعة أو الاستفادة من دائرة التبادلات وطنيا أو عربيا. فيما دعت لجنة المضامين إلى أهمية الاشتغال على التراث والاهتمام بالطفل وتشجيع التجريب والتحليق بعملية الاقتباس إلى عوالم أوسع وآفاق أرحب مع احترام الثوابت الوطنية. من جهتها، دعت لجنة مراجعة القانون الأساسي إلى إعادة النظر في تشكيلة مجلس الإدارة وتفعيل أحكام المادة 16 التي تنص على توحيد التنظيم الداخلي واستحداث خلية مكلفة بالإشهار. وأشارت ممثلة اللجنة، نادية فرحات، إلى أهمية إدراج مواد جديدة، في مقدمتها منع مشاركة أعضاء اللجنة الفنية بأعمالهم. واستدركت، بصفتها قانونية، أهمية إعادة النظر في الاتفاقيات الجماعية وشبكة الأجور. وركز بوزغاية خلال عرضه لمقترحات لجنة التمويل على ضرورة إيجاد بدائل فورية وناجعة لتحصيل عائد مادي من خلال الإنتاج المشترك كإبرام العقود مع التعاونيات وتنويع الأعمال المسرحية مع استغلال المناسبات وتسجيل التلفزيون للعروض مقابل عائد مادي وإبرام عقود لكراء القاعات بالتنسيق مع السلطات العمومية. ودعا ممثل لجنة التكوين، سمير لحول، إلى ضرورة اقتطاع نسبة 3 بالمائة لصالح التكوين وتمكين المستخدمين والفنانين والتقنيين من دورات تكوينية قصيرة ومتوسطة المدى بالتنسيق مع المعاهد المختصة ومعهد برج الكيفان وفتح الباب أمام التكوين في "الماناجمنت الثقافي". وتفاعل الحاضرون مع مقترحات اللجان، وانتقدوا بعض ما جاء فيها، كما قدموا آراءهم في الأزمة التي تمر بها المسارح.
المخرج المسرحي محمد شرشال يجب أخلقة الممارسة المسرحية في الجزائر دعا المخرج المسرحي، محمد شرشال، إلى أخلقة الممارسة المسرحية، وتساءل كيف يتحول ممثلون إلى مخرجين فقط بسبب الأقدمية ومن دون الحصول على الحد الأدنى من التكوين. إضافة إلى دخول كتاب لا علاقة لهم بالفن الرابع إلى التأليف المسرحي واستبعاد المخرجين والكتاب الحقيقيين. وعبر شرشال عن سبب اعتماد الممثل كموظف في المسرح ومدى تأثير توظيفه على مردوده وتوزيعه في الأعمال المسرحية. كما تساءل عن سر إنتاج المسارح لأزيد من أربعة عروض في السنوات الماضية والميزانية المحددة لا تحتمل إنتاج عرضين في السنة "مدير المسرح هو مدير الإنتاج ولديه نسبة من كل إنتاج وهو ما يبرر إنتاج المسرح الواحد خمسة أعمال مسرحية من دون الحرص على توزيعها". وختم تدخله بالحديث عن معهد برج الكيفان "غياب النقد الحقيقي ساهم في انتشار الرداءة والسبب أن النقاد الذين تخرجوا من المعهد لم يقوموا بمهمتهم وتحولوا إلى إداريين في مختلف المؤسسات.. باختصار مشكلة معهد برج الكيفان بدأت عندما تحول إلى "اسماس".
الناقد المسرحي إبراهيم نوال أقترح إنشاء موقع إلكتروني أو مجلة متخصصة للنقاد استغرب الأستاذ بمعهد برج الكيفان، إبراهيم نوال، سبب تعليق كل المشاكل على شماعة المعهد وبالضبط على النقاد وقال تعقيبا على الانتقادات: "لجنة التكوين لا تضم أستاذا جامعيا ولا أكاديميا واحدا. أنا شخصيا قلت من البداية إننا نكون وسطاء ثقافيين مختصين في المسرح وليس نقادا". وأضاف في نفس السياق "بعد تحول المدرسة التي أسسها مصطفى كاتب إلى معهد عال للبحث العلمي، سعينا بالتنسيق مع الوزارة إلى فتح سبل التكوين مع معهد في أفنيون ومعاهد أخرى متخصصة ولكن لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق". ودعا نوال إلى تقديم مبادرات عملية من شأنها إعادة الناقد إلى الساحة الثقافية والمسرحية من الباب الواسع كتأسيس مجلة نقدية متخصصة أو موقع إلكتروني لجميع المسارح في الجزائر.
المخرج المسرحي شوقي بوزيد ما الفائدة من مديري مسارح لا يحملون أي مشروع انتقد المخرج المسرحي، شوقي بوزيد، دعوة لجنة التوزيع إلى استغلال القاعات في الوقت الذي حسبه- تغيب أهم شروط العرض في أغلب القاعات المتواجدة بمختلف ولايات الوطن. ودعا إلى محاسبة المديرين وتقييم أدائهم وغربلتهم بالإبقاء على أصحاب المشاريع واضحة المعالم فقط. وأضاف "بالنسبة إلى مراجعة القانون الأساسي، شخصيا لا أتصور تقني الركح يستعمل في غير تخصصه.. النقاش أوسع وأبعد وعلينا ترك مسرح ذكي للأجيال القادمة".