أكد ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، أن "لا نقاط التقاء" يمكن البحث على أساسها في تفاهم بين بلاده وإيران، مدافعاً عن تدخل المملكة في اليمن. وقال نجل العاهل السعودي الواسع النفوذ في المملكة في مقابلة مع قناة "إم بي سي" ومقرها دبي، تم بثها، مساء الثلاثاء: "كيف أتفاهم مع نظام لديه قناعة مرسخة بأنه نظام قائم على أيدلوجيا متطرفة منصوص عليها في دستوره وفي وصية الخميني بأنه يجب أن يسيطروا على العالم الإسلامي ونشر المذهب الجعفري حتى يظهر المهدي المنتظر؟". وأضاف "لا توجد نقاط التقاء نتباحث على أساسها مع النظام الإيراني". وهي من المرات النادرة التي يهاجم فيها مسؤول سياسي سعودي بهذا الحجم إيران على المستوى العقائدي الديني. وقال الأمير محمد الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع، أن "الوصول لقبلة المسلمين هدف رئيس للنظام الإيراني.. لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سوف نعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران". وتدهورت العلاقات بين السعودية وإيران في سبتمبر 2015 بعد مأساة حصلت خلال موسم الحج في مكةالمكرمة. فقد أدى سقوط رافعة ضخمة بالإضافة إلى حادث تدافع في مشعر مِنى إلى مقتل نحو 2300 شخص بينهم أكثر من 400 إيراني. واعتبرت طهران آنذاك أن الرياض "غير مؤهلة" لإدارة الحج. وقطعت السعودية العام الماضي علاقاتها الدبلوماسية مع إيران متهمة إياها بالتدخل في شؤون الدول العربية وتأجيج الصراع في سوريا والعراق واليمن والبحرين. وتنفي طهران هذه المزاعم، وتتهم بدورها الرياض بدعم مجموعات متطرفة. وفي ما يتعلق باليمن أكد ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن "حرب اليمن لم تكن خياراً للسعودية، لو لم تتدخل قوات التحالف لكان السيناريو الآخر أسوأ بكثير". واعتبر أنه "لو انتظرنا قليلاً لأصبح الخطر داخل الأراضي السعودية". وقال "نستطيع أن نجتث الحوثي وصالح خلال أيام قليلة، ولكن لا نريد وقوع ضحايا مدنيين"، لافتاً إلى أن "النفس الطويل في العمليات العسكرية يقلل من خسائر التحالف في اليمن". وبدأ النزاع الأخير في اليمن في 2014، وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيداً مع بدء التدخل السعودي على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد. وخصص الأمير محمد بن سلمان جزءاً من المقابلة لشرح "رؤية 2030" الاقتصادية الإصلاحية في السعودية.