لازالت الشركات البترولية النشطة على تراب ولاية إيليزي، تتسبب في هلاك عديد رؤوس الإبل، وذلك بسبب النشاط البترولي الذي أصبح يشكل خطرا على الثروة الحيوانية بالمنطقة، على اعتبار أن ولاية إيليزي تصنف كولاية رعوية. هذه المرة كانت الكارثة بمنطقة تيافتي البترولية، والتابعة إقليميا لبلدية برج عمر إدريس شمال الولاية، عندما عثر أحد مربي الإبل على مجموعة من النوق، والتي وجدها في بركة من البترول الخام، تشكلت بفعل تسرب أحد الأنابيب العابرة، وبالضبط عند محطة المعالجة رقم 02 (CS2، والتابعة لشركة سوناطراك قسم الإنتاج، المديرية الجهوية تيافتي. وحسب ما أكده صاحب هذه الابل (أ.علي) للشروق اليومي، فإنه قد أطلق قطيع الإبل المشكل من النوق فقط، في منطقة تيفريني من أجل الرعي، والتي تبعد عن قرية تيافتي بنحو30 كيلومترا، لكن هذه الإبل انتقلت إلى مكان فيه أحد الأحواض المائية، والتي كانت تشرب منه في وقت سابق، ولكن شركة سوناطراك قامت بإزالته لأسباب مجهولة، وأضاف مربي الإبل، بأن القطيع توجه نحو بركة البترول، هذا الأخير الذي تجمع داخل أحد الأحواض، قبل أن تسقط فيه الماشية، ظنا منها بأنها ماء لتروي عطشها، بحيث أنه ما إن تقع فيه الحيوانات تسقط مباشرة، بسبب ارتفاع درجة حرارة البترول، والذي يصبح أشبه بالقدر الكبير، قبل أن تنجو ناقة واحدة، والتي عثر عليها بالصدفة أحد المواطنين بالمنطقة، بحيث وجدها في حالة يرثى لها بسبب البترول الذي كان يغطيها، قبل أن يتم إنقاذها، لتبدأ في اليوم الموالي رحلة البحث عن باقي القطيع، قبل أن يعثروا عليها داخل هذا الحوض المليء بالبترول، بحيث تم إنقاذ ستة رؤوس إبل، فيما هلكت ستة أخرى لم يتمكنوا من إنقاذها، بسبب طول المدة، حيث استعملوا وسائلهم الخاصة والبدائية، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإسعافها وغسلها بالماء، فيما تم تسجيل حضور البيطري، من أجل تحرير محاضر، والتي ستقدم لشركة سوناطراك فيما بعد من أجل تعويض أصحاب هذه الإبل. وأضاف المربي للشروق، بأن منطقة تيافتي مليئة بهذه البرك والأحواض، والتي مازالت تشكل خطرا على تربية الإبل بالمنطقة، مؤكدا أن تلك التعويضات لا تعتبر كافية، للخسائر التي يتعرضون لها سنويا، في ظل نقص أماكن الرعي، وعدم وجود إرادة جدية لبعض هذا النشاط الرعوي. من جهة أخرى، يعود سبب هذا التسرب ، إلى اهتراء أنبوب نقل البترول، والذي كشفت مصادر مطلعة، بأنه لم يتجدد منذ سنة 1957، أي منذ وضعه أول مرة من قبل المستعمر الفرنسي، بحيث باتت هذه الأنابيب تشهد تسريبات كل مرة، ما يكبد خسائر للشركة وللطبيعة على حد سواء، وبالرغم من تجديد بضع كيلومترات منه، إلا أن سوناطراك مطالبة بتجديد الأنبوب، لتجنب مثل هذه الكوارث مستقبلا. فيما أكد مدير البيئة لولاية إيليزي، بأنه سيقوم بإرسال لجنة تحقيق في هذه الحادثة.