أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، الثلاثاء، أنها اعتقلت 45 متخابراً مع الاحتلال الإسرائيلي، تم اكتشافهم، خلال التحقيقات التي أجرتها في عملية اغتيال مازن فقهاء القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). كما حملت الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن عملية الاغتيال. وقال توفيق أبو نعيم، وكيل الوزارة، خلال مؤتمر صحفي بعنوان "فك شيفرة 45" عُقد في غزة، إن التحقيقات أسفرت عن اعتقال ثلاثة عملاء، اشتركوا في عملية اغتيال فقهاء. كما أشار إلى أن التحقيقات الموسعة التي أجرتها الأجهزة الأمنية (تديرها حركة حماس)، أسفرت عن اعتقال 45 متخابراً، اشترك بعضهم في عمليات كبيرة، نفذتها "إسرائيل" ضد الفصائل الفلسطينية، ومنها عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين، زعيم حركة حماس، الذي اغتالته "إسرائيل" عام 2004. وقال أبو نعيم: "عملية التحقيق في جريمة اغتيال فقهاء، أثمرت عن اعتقال 45 عميل، في ضربة لأجهزة إسرائيل الأمنية". وقال إن المتخابرين الثلاثة، المتورطين في اغتيال فقهاء، اعترفوا بتلقيهم التعليمات مباشرة من "إسرائيل" لتنفيذ العملية. وتابع: "أظهرت التحقيقات أن التخطيط لعملية الاغتيال استمر لنحو ثمانية أشهر، وأن إسرائيل استخدمت عملاء على الأرض مدعومين بطائرات استطلاع من الجو ومتابعة ضباط استخبارات إسرائيلية". وبيّن أبو نعيم أن الأجهزة الأمنية تمكنت "من اعتقال المنفذ المباشر لعملية اغتيال فقهاء، والذي يبلغ من العمر 38 عاماً، ويدعى (أ ل) واعترف بارتباطه بأجهزة إسرائيل الأمنية". وأوضح أن المتخابرين الآخرين المشاركين (الأول 42 عاماً، والثاني 38 عاماً) في عملية الاغتيال، اعترفا بدور أساسي في المشاركة في العملية، "من خلال الرصد والمتابعة وتصوير موقع الجريمة". وقال إن "إسرائيل"، "اختارت منفذ العملية (أ ل) بدقّة مُتناهية في محاولة للتهرب من المسؤولية عن الجريمة"، في إشارة إلى كونه ينتمي إلى التيارات السلفية المتشددة. لكنه أضاف: "أسقطت التحقيقات واعترافات العملاء هذه المحاولة الفاشلة". وأكد أبو نعيم أن المتخابرين الثلاثة المشاركين في عملية اغتيال فقهاء، تورطوا في "جرائم أخرى أدت لاستشهاد مواطنين وقصف مباني حكومية ومدنية". وتخلل المؤتمر عرضاً لاعترافات مسجلة من قبل المتخابرين الثلاثة المشاركين في عملية اغتيال فقهاء. وخلال التسجيل، قال المُنفّذ المباشر لعملية اغتيال فقهاء، الذي عُرّف ب(أ ل): " كنتُ على تواصل مباشر مع ضابط المخابرات الذي كان يوجهني في محيط منزل فقهاء، وطلب مني تتبع سيارته والإجهاز عليه في (مرآب) كراج السيارات". وبين أنه تلقى أمراً من ضابط المخابرات الإسرائيلي، بتتبع سيارة فقهاء، إلى داخل المرآب، وإطلاق النار عليه بشكل مباشر، على منطقتي الرأس والصدر. وأضاف: "نزلت سيارة الشهيد (في المرآب) نزلت أنا ورائه مباشرة، وقعت على شقة (جانب) الشباك، طقيت (نقرت) على الشباك، نزل الشهيد الشباك تقريباً أقل من نصفه، الرجل اعتقد أني بدي (أريد) حاجة، أي مساعدة، قبل أن يتكلم، كنت مطلق من 5 إلى 6 رصاصات في الصدر والرأس". وتابع: "انسحبت من الطريق التي قال لي عنها (ضابط المخابرات)". وحول طريقة ارتباطه مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، قال (أ ل) إن شخصاً عرّف نفسه على أنه من "الجماعات السلفية المتشددة"، تعرف عليه عبر مواقع التعارف على شبكة الإنترنت، وطلب منه تشكيل مجموعات بهدف "الجهاد"، وأرسل له أموال. وأضاف إن ذات الشخص، أخبره في عام 2014 أن شخصاً آخر سوف يتواصل معه، وتبين له أن الشخصية الجديدة عي ضابط في المخابرات الإسرائيلية، والذي طلبه منه القيام بأعمال "قتل وتفجيرات". وقال المتخابر الثاني الذي عُرّف ب(ه ع): "كُلّفت من قبل ضباط مخابرات الاحتلال بمهام تصوير مسرح جريمة اغتيال فقهاء وتحديد تفاصيله". وأما المتخابر الثالث، المشارك بعملية اغتيال فقهاء، والذي عرّفته الوزارة باسم (ع ن)، فقد قال: "طلب مني ضابط المخابرات تحديد مواقع ومقرات المقاومة وأماكن إطلاق الصواريخ ومطليقها، إلى جانب مراقبة عناصر المقاومة وتحديد نقاط رباطهم، وهو ما تم بالفعل وعلى إثره تم استهداف مقاومين ومواقع المقاومة". وكان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قد أعلن الخميس الماضي، عن اعتقال المنفّذ المباشر لعملية اغتيال مازن فقهاء. وأعلنت وزارة الداخلية، عن اغتيال فقهاء، في 24 مارس الماضي، بنيران مجهولين، غربي مدينة غزة.