أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أنه لن يقبل أبداً تحالفاً أمريكياً مع القوات الكردية التي تقاتل في سوريا، وذلك عقب محادثات أجراها مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب في البيت الأبيض، قال أردوغان: "ليس هناك مكان للمنظمات الإرهابية في مستقبل منطقتنا". وكان أردوغان يشير إلى وحدات حماية الشعب الكردية السورية، وذلك عقب قرار أمريكي في وقت سابق من هذا الشهر بتسليح الجماعة. وعلى الرغم من ذلك تعهد الزعيمان بتعزيز العلاقات الثنائية. وقال ترامب: "لقد كان لدينا علاقة عظيمة وسنجعلها أفضل". وأضاف "ندعم تركيا في حربها ضد داعش وحزب العمال الكردستاني". وقال البيت الأبيض في بيان صدر بعد ذلك بوقت قصير، إن ترامب "أكد أيضاً التزام الولاياتالمتحدة بأمن تركيا حليفتنا في حلف الناتو وضرورة العمل معاً لمواجهة الإرهاب بجميع أشكاله". وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية تنظيماً إرهابياً، وتريد منعها من بسط سيطرتها على المزيد من الأراضي في سوريا. وقال أردوغان: "من غير المقبول إطلاقاً اعتبار وحدات حماية الشعب وحزب الإتحاد الديمقراطي شركاء في المنطقة، فذلك يتعارض مع اتفاق عالمي توصلنا إليه". وتقول أنقرة، إن وحدات حماية الشعب هي امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور وهى جماعة تقاتل منذ عقود في جنوب شرقي تركيا. وتعتبر الولاياتالمتحدة وحدات حماية الشعب مختلفة عن حزب العمال الكردستاني، وتراها شريكاً رئيسياً في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وفي 9 ماي الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ستقدم السلاح للعناصر الكردية في قوات سوريا الديمقراطية، بما في ذلك وحدات حماية الشعب، للمساعدة في طرد مقاتلي "داعش" من معقلهم السوري في الرقة. وتتلقى قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم أيضاً ميليشيات عربية، دعماً بالفعل من قبل قوات أمريكية، فضلاً عن الغارات الجوية من قبل التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة. وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية حالياً للسيطرة على مدينة الطبقة، وهى إحدى مراكز قيادة تنظيم "داعش" وتبعد 50 كيلومتراً فقط عن الرقة. وفى محادثات الثلاثاء في واشنطن، قال أردوغان أيضاً إنه أثار قضية رجل الدين فتح الله غولن الذي يتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً له. وتتهمه أنقرة بأنه وراء الانقلاب الفاشل في جويلية الماضي، وتضغط من أجل تسليمه. لكن غولن ينفي هذا الاتهام.