لا يزال أكثر من 1800 أسير فلسطيني يواصلون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم ال37 على التوالي، لاسيما بعد توقف الكثير منهم عن شرب الماء، ضمن معركة الحرية والكرامة. هذا ويطالب الأسرى المضربون عن الطعام بحقوق اعتبروها إنسانية، لكن إدارة مصلحة سجون الاحتلال ترفض منحهم إياها. في سياق متصل، أكدت اللجنة الإعلامية للإضراب، أن عددا من الأسرى المضربين في عزل سجن "نيتسان الرملة" دخلوا مرحلة صحية حرجة، الثلاثاء، وعلى إثرها، جرى نقل عدد منهم إلى المستشفيات المدنية الإسرائيلية، وأوضحت أن أوضاعهم باتت خطيرة، وتتطّلب تحرّكا فعليا لإنقاذ حياتهم، لاسيما بعد الأنباء المتكرّرة والمتسارعة حول نقل أعداد كبيرة منهم إلى المستشفيات المدنية بعد تدهور أوضاعهم الصحيّة، ومواصلة إدارة سجون الاحتلال وضع العديد من العراقيل أمام زيارات المحامين. من جانب آخر، أكد محامي هيئة شؤون الأسرى، يوسف نصاصرة، الثلاثاء، انه تمكن من زيارة أحد الأسرى المضربين عن الطعام منذ بدء إضراب معركة الحرية والكرامة وهو الأسير أمجد أبو لطيفة، والذي أكد للمحامي نصاصرة أن إدارة السجن حوَّلت أحد الأقسام فيه إلى مستشفى ميداني في ظل تدهور الوضع الصحي للمُضربين وإصابة العديد منهم بحالات إغماء وتشنجات، وتم نقل الأسرى المرضى إلى مستشفى "سوروكا" خلال اليومين الماضيين. في سيَّاقٍ متصل، أفادت اللجنة الإعلامية لإضراب الأسرى، إن "الوضع الصحي للأسرى المضربين في سجن إيشل خطير ومقلق، حيث يعاني غالبية الأسرى من هبوط حاد في الوزن وضغط الدم، وغالبيتهم يتقيَّأون ويتبوَّلون الدم، وقد أُصيب العديدُ منهم بأمراضٍ جلدية بسبب نقص الفيتامينات في أجسادهم". من جهتها، أكدت عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، فدوى البرغوثي، إنها لا تمتلك أي معلومات عن زوجها الأسير في سجون الاحتلال عضو مركزية فتح مروان البرغوثي والمضرب عن الطعام منذ 37 يوما. وصرّحت بأن إدارة سجون الاحتلال "تواصل تعنُّتها مع الأسرى المُضربين، وترفض إجراء مفاوضات معهم حول مطالبهم، وتعمل بشكل دائم على الضغط عليهم لتعليق الإضراب". واتّهمت عضو "ثوري فتح"، السلطةَ الفلسطينية ب"التقصير" الواضح بما يخص قضية الأسرى في سجون الاحتلال، مؤكدة "المطلوب مضاعفة الدور الرسمي الفلسطيني والضغط على الاحتلال، حتى يستجيب لمطالب الأسرى، ولا ينفرد بهم". وثمّنت البرغوثي، الحراك الشعبي المساند للأسرى، من خلال خيم الاعتصام المنتشرة في مختلفة المناطق الفلسطينية، والفعاليات والمسيرات التي تعمل على تفعيل ملف الأسرى في الشارع الفلسطيني. وشددت على ضرورة استمرارية الفعاليات "حتى تحقيق الأسرى لمطالبهم من الإضراب"، مشيرة إلى أنها نظمت اعتصامًا منذ الاثنين حتى ظهر أمس الثلاثاء، قرب ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، لإيصال رسالة وطنية للكل الفلسطيني، باعتبار أن الرئيس عرفات كان رمزًا وطنيًا لجميع الفلسطينيين.