طالب مجموعة من رواد مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة، من إمام المسجد تحجيم الاستعمال المفرط للهواتف النقالة داخل الجامع، في قراءة وتلاوة كتاب الله، واعتبروا الإفراط في استعمالها، رفقة بقية الأجهزة الإلكترونية، إيذانا بقرب انقراض المصاحف الورقية من المساجد، وأيضا قطع أفعال الخير والصلاح التي يقوم بها بعض المحسنين الذين يقدمون المصاحف بمختلف أحجامها للمساجد، كصدقة جارية، على آبائهم وأفراد من عائلاتهم من الذين توفوا. وقد اختلف ردّ الأئمة حول هذا الموضوع، ففي الوقت الذي قال بخصوصها الإمام سلطان بركاني، بأنها جائزة ولا حرج فيها، ومعترفا أيضا بأنها تتنافى مع قدسية المصحف الشريف، وقد تنقص من الحضور القوي للمصاحف في الرفوف، انتقد الشيخ يوسف وهو إمام بعنابة، الظاهرة وقال بأن استعمال الهواتف النقالة والأجهزة الإلكترونية من المفروض أن يتم منعها في بيوت الله، لأنها أجهزة قد تجر أصحابها لاستعمالات أخرى، وقد تفرض التكنولوجيا في قلب المساجد على مستعمليها إبعادهم عن التقوى التي هي الهدف الأول من الدخول إلى المسجد. كما أن انزواء المؤمن في ركن من المسجد لتلاوة القرآن من مصحف ورقي، لها قدسية تعيد الإنسان إلى طبيعته وتمنحه الخشوع، بينما تبدو القراءة من جهاز إلكتروني أو هاتف نقال بعيدة عن التركيز المطلوب حين تلاوة كتاب الله، وبين هذا وذاك، باشر عدد من الأئمة عملية تحسيس قبل أيام من شهر رمضان لتجنب استعمال الهواتف النقالة، في صلاة التراويح، حيث ترسّمت السنة الماضية ظاهرة غير صحية، تمثلت في اصطحاب المصلين الشباب، لهواتفهم النقالة الحديثة، وعندما يبدأ الإمام في صلاة التراويح يفتحون أجهزتهم، وهم في الصفوف الأولى، يؤدون الصلاة، يتابعون القراءة بأصوات مرتفعة، من دون أن تتحرك نظارات الشؤون الدينية. كما أكدت نساء من مرتادات المساجد في شهر الصيام لأداء صلاة التراويح، بأن الأمر في المصليات النسائية أكثر خطورة، حيث تقضي بعض البنات قرابة الساعة تدردشن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما اعترف بعض الأئمة الذين اتصلنا بهم بالفراغ الفقهي في هذا الجانب لسبب وحيد وهو أن التكنولوجيا ليست بيد المسلمين، وصعُب ترويضها حسب الشريعة الإسلامية.