عجزت وزارة التضامن عن توحيد قيمة ومضمون قفة رمضان، التي حددتها ب 5000 دج، حيث اختلفت محتويات القفة من منطقة إلى أخرى، فحملت ما لذ وطاب في المدن الكبرى، في حين استفاد المتحاجون في العديد من المناطق من قفف شبه فارغة ومحشوة بعجائن ومواد غير ضرورية، ولم تخلُ هذا العام قفة رمضان من فضائح توزيع مواد فاسدة، ونقلها في شاحنات القمامة، ولم تدم فرحة الكثير من العائلات بالقفة طويلا فبمجرد فتحها حتى صدمت بمحتواها الذي لم يكن في مستوى التطلعات. عبر مواطنون من بلدية عين قشرة، غرب ولاية سكيكدة، عن استيائهم الشديد، جراء الإقصاء المقصود، لبلديتهم من حصة قفة رمضان لهذا العام، حيث خصصت مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية حصة ضعيفة جدا لم تتعد 1153 قفة، مع العلم أن القائمة الاسمية للمستفيدين منها في رمضان سنة 2015 فاقت ثلاثة آلاف مستفيد، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى نوعية المواد المقدمة في هذه القفة، ووصفتها القلة من الذين تحصلوا عليها بالمذلة التي لا تصلح لشهر الصيام، بينما غاب السميد من النوعية الجيدة، وحتى الفرينة المطلوبة في رمضان، وكل ما غلا ثمنه، وعليه طالبوا مدير النشاط الاجتماعي بضرورة إعادة النظر في الحصص المخصصة لمختلف البلديات، وفي النوعية أيضا، لأن الذين تحصلوا على القفة لاحظوا أن بعض المواد منتهية الصلاحية، وعلى رأسها القهوة. للإشارة، فإن ثمن القفة لا يتعدى 3500 دج، وتضمنت كيسا من السميد من النوع الرديء، بوزن 25 كلغ، لا يزيد سعره عن 1000 دج، و5 لترات من الزيت، وعلبتين من حليب الغبرة من النوع الرديء الذي يطلق رائحة كريهة، و1 كلغ طماطم العلب، 4 كلغ كسكسي، 1 كلغ سكر، وعلبة قهوة، وكلغ من الأرز، وعلبتي معكرونة. وتمكنت “الشروق” من تصوير مختلف السلع التي وزعت على المواطنين في بلدية حاسي بحبح، ومعاينة نوعيتها وكميتها من أجل التحقق من القيمة الحقيقية لقفة رمضان لنتفاجأ بأن سعرها لا يتجاوز 3500 دينار وتم فوترتها ب5000 دينار حسب ما هو متداول. وفي بلدية خنشلة لجأ المستفيدون إلى تصوير محتويات قفة رمضان ونشرها على الفايسبوك، وقد خيبت آمالهم، حيث لم تتعد قيمة القفة 3000 د. والأمر لا يقتصر عند انخفاض قيمة قفة رمضان في العديد من المناطق مقارنة بالعاصمة وما جاورها، بل امتد الأمر إلى توزيع مواد منتهية الصلاحية على غرار ما حدث في قسنطينة حيث تفاجأ المستفيدون من مواد انتهت تواريخ صلاحيتها. والغريب في الأمر أن المسؤولين برروا فعلتهم وأرجعوا الأمر إلى طول فترة توزيع القفة. وفي ولايات الجنوب، استيقظ السكان على نقل المواد الغذائية المخصصة لقفة رمضان في شاحنات القمامة.. وهذا ما أثار غضب واستنكار المواطنين الذين لجؤوا بدورهم إلى نشر هذه التجاوزات على مواقع التواصل الاجتماعي.