بعد ألوان العنف والهستيريا التي ظهرت بها في "الرمضانات" الفائتة، تكتسي برامج الكاميرا الخفية التي تعرض بعضها القنوات الجزائرية في رمضان 2017 طابعا اجتماعيا ليس بالهادف أو الحامل لرسالة تربوية أو أخلاقية، ولكن بدا طابعها مبتذل وفيه الكثير مما يقال، فأنّ تجعل من الزواج مواضيع لحلاقاتها شيء جميل، لكن أن تستغله خارج الأطر الشرعية والقانونية فهذا مرفوض. حلقات برامج الكاميرا المخفية التي تبث بعد الإفطار على بعض القنوات الفضائية الجزائرية، حملت عناوين مختلفة وضحاياها فنانون ونجوم الغناء أو مواطنون بسطاء، لكن قاسمها المشترك هو "الزواج" أو"زوجتي" أو اتخاذ فتاة معينة زوجة لرجل أخر دون مراعاة الأحكام الدينية أو ما يقوله الشرع عندما يتم نسب امرأة معينة كزوجة إلى رجل أخر، وهو ليس زوجها الحقيقي، ولو أنّ القصة هدفها ترفيهي تقوم على جس نبض واكتشاف ردة فعل الضيف تجاه القضية. برنامج استضاف فتاة في ال25 من العمر تدعي أنّ زوجها أهملها وتخلى عنها، وبعد حضوره في البلاطو، ازداد انفعال الضيف وفقد السيطرة على أعصابه.. إلى هنا الأمر عادي، غير أنّ السلبيات في حلقة اليوم الثاني من رمضان ضمن هذا البرنامج أن يتم نسب امرأة لزوج ليس زوجها، وبالتالي مثل هذه الأمور تستدعي التوقف عندها بالتحليل والشرح والتفسير والمعالجة على الصعيد القانوني والديني. ولا يختلف الأمر بالنسبة لهذا البرنامج مع برنامج أخر موضوعه أكثر ابتذال ،عندما يتم حسب فكرة المقلب تزويج رجل وإمرأة في البلدية بحجة أنّ برنامج الحاسب الآلي أخطأ ولا يمكن تصحيح عقد الزواج إلا في المحكمة أو اللجوء إلى خيار الطلاق، لتعرف الأمور منحى تصاعدي وتتطور إلى السب والشتم بين الضحية والممثلة "الزوجة" صاحبة المقلب التي تصرّ على أنّ الضحية زوجها والأخير يتفاجأ. وفي برنامج أخر يقع مواطنون وبالخصوص شباب ضحية مقلب "كاميرا مخفية" سخيفة، تدعو إلى الانحلال الخلقي أكثر ممّا تخلق الضحك وروح الفكاهة، فمحور قصتها يدور حول فتاة تستغل الشباب المارّة من أجل تصليح "راديو السيارة"، وبعد أن تستدرج الضحية إلى داخل السيارة يخرج عليه إخوتها ويرغمونه بالعنف على قراءة سورة "الفاتحة" على أساس عقد الزواج الشرعي، وقبله تكون الفتاة قد ادعت أنّ هذا الشخص صديقها، أمّا عن ردّة فعل الضحايا فمختلفة منهم من يقرأ ومنهم من يهرب.. لذلك فهذا البرنامج يقدم صورة سلبية وسيئة أيضا عن الفتاة في المجتمع الجزائري ويرسخ لفكرة العلاقات قبل الزواج.