من يشاهد الحلقات الأولى من مسلسل "الجماعة"، للكاتب المصري المعروف وحيد حامد سيكتشف أن هذا الأخير يريد إدانة الجميع، مع تركيز ملحوظ على تجريم الإخوان المسلمين ومحاولة إبرازها كجماعة منحرفة ومتطرفة منذ البدايات، وقد شاهدنا في الجزء الأول بعض الإنصاف لحسن البنا، لكنه إنصاف من باب دسّ السم في العسل، حيث يأخذك وحيد حامد معه لتصدق الأحداث ثم يرسم النتائج التي يريد ويستخلص العبر التي يشاء!! هنالك محاولة لتقديم الداعية زينب الغزالي (الممثلة صابرين) باعتبارها تمجد العنف وتحضر المجتمع لممارسة انقلابه باستعمال النساء أو التستر خلف العمل الخيري لتنفيذ هذا المخطط، ولعلنا يجب أن ننتظر حلقات القبض على زينب الغزالي، ونرى ما إذا كان الكاتب ومعه المخرج سيحترمان التاريخ ويحرصا على إظهار الحقيقة وجرائم التعذيب التي قام بها نظام عبد الناصر ضد الغزالي وبقية المصريين، أم أن المسلسل سيمر عليها مرور الكرام مثلما يفعل الآن مع المعتقلين في عهد الملك فاروق ! ولأن وحيد حامد يريد التطهر من شبهة معاداة الإخوان وأبلستهم، يحاول أيضا أن يورط نظام عبد الناصر في المسلسل من خلال إظهاره في صورة الخلية النائمة في الجماعة، وأن اسمه الحركي كان زغلول بل إنه استشار قيادات الإخوان قبل تنفيذ الانقلاب ضد النظام الملكي!