لم ينتظر الوزراء الجدد طويلا للخروج من مكاتبهم واتخاذ "قرارات وزارية" في اليوم الأول. ففي وقت فضل وزير العمل مغازلة المتقاعدين عبر إعلانه رسميا صب زيادات معاشات المتقاعدين بداية جوان، اختار وزير النقل، القيام بزيارة "فجائية" لمطار الجزائر الدولي، في حين دشّن يُوسف شرفة، مسيرته لاستكمال المشاريع السكنية. وتَسّلم الوزراء الجدد في حكومة تبون، مهامهم الرسمية يومي الجمعة والسبت، قبل أن يلتحقوا بمكاتبهم الأحد ليجتمعوا مع إطارات الوزارة من أجل الاتفاق على أهم الخطوط العريضة في خطة تسيير قطاعاتهم، ثم يستدعيهم عبد المجيد تبون، إلى قصر الدكتور سعدان في أول اجتماع للحكومة الجديدة. وقدّم تبون، تعليمات إلى أعضائه للانتشار في الميدان، حيث قاد وزراء، النقل، الفلاحة، العمل، التضامن وقضايا الأسرة، السكن، "خرجات استباقية" في ظرف 24 ساعة لجس نبض "تركة" قطاعاتهم.
زعلان في المطار وشرفة على خطى تبون وبدأ وزير النقل عبد الغني زعلان، من المكان الذي كان سببا في الإطاحة بالعديد من الوزراء في التعديلات الحكومية، بسبب عشوائية التوظيف والتقاعس في تقديم خدمة "محترمة" للمواطنين بعد الفضائح المتتالية التي شهدتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية، فقام والي وهران السابق، بزيارة "فجائية" إلى المطار الدولي. في حين دشن وزير السكن الجديد يوسف شرفة، عمله عبر الإشراف على حفل تسليم 3200 مسكن عدل بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله. وكرر والي عنابة السابق، نفس تصريحات سلفه وقال في أول خرجة: "سنواصل المهمة التي بدأها تبون، بنفس الحيوية والوتيرة من أجل تنفيذ برنامج الرئيس الذي سيحظى بالأولوية في النفقات إلى غاية انتهائه".
قفة رمضان وأزمة الحليب وفرضت خصوصية الشهر الكريم، على وزيرة التضامن غنية الدالية، الخروج من مكتبها في زيارتين ميدانيتين في أقل من 48 ساعة، الأولى تحدثت فيها عن الملف "المفخخ " وهو قفة رمضان، مؤكدة أن أي خلل في توزيع الإعانات لا يخص الوزارة التي ليست مسؤولة عن اقتناء مواد غذائية فاسدة في قفة رمضان، محملة ضمنيا المسؤولية لرؤساء البلديات، في وقت قامت الدالية بزيارة مساء أمس، لمطاعم الرحمة. وأخرج كيس الحليب، وزير الفلاحة، عبد القادر بوعزقي، من مبنى عميروش، مفندا تسجيل أية ندرة في أكياس الحليب، موضحا أن "ما حصل هو اضطرابات ظرفية دامت يوما أو يومين ومست بعض المناطق فقط". في حين سجل وزير العمل، والتجارة الجديدين قرارات بمجرد تسلم المهام، وفتح وزير التجارة رسميا حصص استيراد التجهيزات الكهرومنزلية والهواتف النقالة وأبقى التسجيل للمعنيين إلى غاية منتصف جوان، في حين أعلن مراد زمالي، عن صب زيادات معاشات التقاعد الشهر الجاري. وإن كانت هذه الخرجات الوزارية نشاطا روتينيا في العمل الوزاري، إلا أنها تحمل الكثير من الدلالات، وجاءت لتعطي الانطباع بأن الحكومة الجديدة تحاول كسب رهان "الكفاءة" في ظل الانتقادات التي تواجهها سواء بسبب افتقادها للتمثيل السياسي الواسع، واستقدام وجوه تقنية لتسيير الأزمة التي تتخبط فيها البلاد، وكذا للتغطية على الضجة الكبيرة التي أعقبت إقالة وزير السياحة مسعود بن عقون بعد 72 ساعة من تنصيبه.