دق سكان بلدية كونين بولاية الوادي ناقوس الخطر، جراء تدهور الوضع البيئي، بفعل انتشار الروائح الكريهة والحشرات، والتي مصدرها محطة التصفية والضخ الرئيسية الخاصة بشبكة الصرف الصحي الموجودة في الجهة الشرقية من البلدية. وقال عدد من المهتمين بالوضع البيئي إن كونين التي كانت إلى وقت قريب أنظف بلديات ولاية الوادي، ومضربا للأمثال في ذلك، باتت تعيش وضعا متدهورا خاصة في ما يتعلق بتلوث الهواء، حيث تنبعث الروائح الكريهة من موقع محطة المصب الموجودة في البلدية، خاصة في المساء والليل، أين تسببت الروائح الكريهة في إصابة عدد من السكان بأمراض مختلفة خاصة التنفسية منها كالربو وغيرها. ولعل أكبر انعكاس للوضع المذكور هو رفض مواطنين من البلدية المذكورة، تخصيص تحصيصات سكنية لها في إطار المرسوم التنفيذي الذي أمضاه الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال، والذي يخص ولايات الجنوب، كما أن أسعار العقارات الموجودة، وكذا السكنات بالمنطقة تشهد انخفاضا في أسعارها مقارنة بباقي أحياء كونين. وعلمت "الشروق"، أن مصالح بلدية كونين، راسلت مرارا الديوان الوطني للتطهير قصد إيجاد حل لمشكل تفاقم التلوث بسبب محطة التصفية، لكن للأسف الشديد لم يكن هناك تجاوب قبل الهيئة المذكورة. وأفاد أكاديميون على إطلاع بتفاصيل مشروع الصرف الصحي الذي استفادت منه ولاية الوادي، في إطار القضاء على ظاهرة صعود المياه بغلاف مالي وصل إلى 4 آلاف مليار سنتيم، أنه كان يفترض أن توضع تجهيزات خاصة في محطة التصفية من أجل تنقية الهواء المنبعث من أحواض الصرف الصحي، بالإضافة إلى اشتماله على مساحات خضراء واسعة محيطة به من أجل ضمان تصفية الهواء، وخفض مستويات الروائح الكريهة المنبعثة منه، لكن ذلك لم يتم بحسب هؤلاء بالشكل الكافي والمطلوب. ومع انتشار الروائح الكريهة باتت محطة التصفية والضخ الرئيسية في كونين مصدرا لانتشار الحشرات الضارة منها المعروفة لدى السكان وغير المعلومة، على غرار البعوض وحشرة تعرف محليا باسم "الوشواة" ويخشى السكان من أن يتسبب ذلك في انتشار أمراض خطيرة بينهم، خاصة تلك المرتبطة بالجلد والحساسية والعيون. ويناشد سكان البلدية المذكورة والي الولاية التدخل من أجل تعديل الوضع في المحطة وتحسين الوضع البيئي في كونين.