عملية استنطاق وحشية ل "سحر" ذات 9 سنوات تنتهي بجريمة بشعة فضّل الكثيرون ممن حضروا جلسة محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، نهار أول أمس الخميس، الانسحاب من القاعة، بعد تلاوة كاتب الضبط لقرار الإحالة الخاص بجريمة القتل البشعة التي تعرضت لها الضحية الطفلة البريئة "سحر" التي لم يتجاوز عمرها ال9 سنوات، بسبب بشاعة الجرم المرتكب في حقها، من قبل أعزّ وأقرب الناس إليها، وهما والداها الحقيقيان اللذان ولدت من صلبهما .. وصعب حتى على هيئة المحكمة تجرع الحادثة فكان واضحا أنها الجريمة الأبشع التي وقعت في المنطقة منذ سنوات تفاصيل هذه الجريمة البشعة والمقرفة، التي اهتزت لها المشاعر تعود إلى ربيع عام 2007، عندما تعرضت الضحية البريئة سحر وهي في التاسعة من عمرها، إلى اعتداء جنسي وحشي فضّ بكارتها في أحد أحياء واد الذهب بقلب مدينة عنابة، وحينما أدركت والدتها القضية، استفسرتها عن الفاعل، فقالت لها بأن الفاعل هو والدها، فلم تصدق والدتها القصة، وراحت تضربها، فتراجعت في كلامها متهمة أحد أقربائها، وحينما عرضتها على الطبيب الشرعي تأكّد من أن الضحية مورس عليها الفعل المخل بالحياء وهتك العرض، وهنا حاولا الأب والأم، استنطاق ابنتهما لمعرفة اسم الفاعل ولم يكترثا لحالة الرعب التي كانت فيها ابنتهما المتمدرسة في الصف الخامس ابتدائي خوفا من بطش الفاعل الحقيقي، فعرّضاها لتعذيب بشع، بدأ بالضرب والجرح، وانتهى بتقييدها في كرسي، وتعريضها للتيار الكهربائي في أماكن حساسة من جسدها، ولكنها رفضت الإجابة فكان الأب يأخذ قسطه من الاستنطاق الذي عذب الصغيرة معنويا وجسديا لتكمل الوالدة حصتها من الاستنطاق من أجل معرفة اسم الفاعل الحقيقي خاصة أن الضحية كلما أنهكها التعذيب راحت تذكر أسماء كثيرة لأشخاص متعددين وفي إحدى حصص التعذيب والاستنطاق من الوالدة ضربت رأس سحر إلى الحائط الصلب، مما أحدث لها نزيفا دمويا حادا ورضوضا خطيرة بالدماغ، أدى إلى تحويلها إلى مستشفى ابن رشد الجامعي في حالة خطيرة بعد تعرضها لنزيف داخلي لم تسعفه العملية العاجلة التي أجريت لها. ونتيجة لما تعرضت له من أبشع أنواع وأشكال التعذيب القسري، حوّلت مباشرة على مصلحة الإنعاش بالمستشفى، الذي مكثت فيه أسبوعا قبل أن تلفظ آخر أنفاسها متأثرة بالجروح والكسور والرضوض التي تعرضت لها، وإثر ذلك باشرت مصالح الأمن تحريات وتحقيقات مكثفة، أوقفت على إثرها والدي سحر، وهما "أنيس " 29 عاما، و"ندى" 31 عاما بتهمة الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها واللذان تم إيداعهما رهن الحبس، قبل أن يتم عرضهما على المحاكمة، بقاعة الجنايات، التي أدانتهما بعقوبة السجن النافذ، لمدة أربع سنوات بالنسبة للأم، وثلاث سنوات بالنسبة للأب.. بينما رحلت البريئة سحر وأخذت كل الألغاز معها.