المصريون سلموهم لتل أبيب التي تابعتهم بتهمة الإرهاب ثم برأتهم بعد أربعة أشهر من التعذيب نطق قاضي الجنح لدى محكمة سيدي أمحمد صباح أمس بالأحكام في قضية "الشبان الأربعة" الذين تم ترحيلهم من إسرائيل إلى الجزائر صائفة 2009 وهذا بعد رحلة حرڤة فاشلة إلى إيطاليا أوصلتهم لسجن الرملة في فلسطين بعد غدر المصريين بهم وتسليمهم لإسرائيل التي اتهمتهم بالإرهاب ثم برأتهم بعد أربعة أشهر من العذاب، لتكون نهاية المغامرة أمام محكمة سيدي أمحمد، أين أصدر القاضي حكما بإدانة الشبان الأربعة بعقوبة 8 أشهر حبس مع وقف التنفيذ مع غرامة مالية قدرها 20 ألف دينار جزائري لكل واحد منهم، وهذا لتورطهم في جنحة التصريح الكاذب بعدما ادعى الشبان الأربعة بأنهم فلسطينيون. هذا وقد تم النطق بالحكم في غياب الشبان المتهمين الذين تأثروا بسبب هذه القضية ومازالوا يعانون من أثار التعذيب النفسي والجسمي الذي ذاقوه بالسجون الإسرائيلية وبأيدي اليهود. ويأتي هذا الحكم بعدما التمس ممثل الحق العام جلسة المحاكمة - الأسبوع الفارط- تسليط أقصى عقوبة مقررة قانونا في حق المتورطين الأربعة الذين حضر ثلاثة منهم الجلسة، فيما وصل رفيقهم الرابع متأخرا، ولم يتم استجوابه من قبل القاضي. حيث شرح الشبان الثلاثة الذين لم يتعدوا العقد الثاني من العمر، وهم من ولاية الشرق الجزائري للقاضي، وبكل عفوية الطريقة التي سافروا بها إلى اسبانيا، ومن ثم إلى اليونان، وهذا في رحلة للبحث عن لقمة العيش والاستقرار والعمل في أوروبا التي يحلم بها الجميع، وهناك التقوا بصديقهم الرابع وهو جزائري من العاصمة أقنعوه بفكرة »الحرڤة« نحو إيطاليا عن طريق الاختباء بإحدى السفن المتجهة إلى هناك، لكن لسوء الحظ الباخرة غيرت من اتجاهها، وكم كانت الصدمة كبيرة لدى الشبان الأربعة عندما علموا أن وجهة السفينة هي إلى فلسطينالمحتلة، وبمجرد وقوف السفينة بمصر حاول الشبان الاستنجاد بالمصريين للنزول على الأراضي المصرية، لكنهم رفضوا ذلك وسلموهم للإسرائليين الذين زجوا بهم في سجن»الرملة« بفلسطين، وهناك ذاقوا كل أنواع العذاب والتنكيل من طرف اليهود الذين اتهموهم بالانتماء للجماعات الإرهابية. وبعد أربعة أشهر تمت تبرئة ساحتهم، واستطاعوا مراسلة عائلاتهم بالجزائر، أين تم ترحيلهم بمساعدة السلطات الجزائرية في أوت 2009 . هذا ماصرحت به لنا والدة الشاب (خ،محمد الطاهر) بعد سماعها لمنطوق الحكم، فرغم إدانة ولدها إلا أنها حمدت الله لأنهم لم يدخلوه السجن .. تقول السيدة التي لم تفارق الدموع مقلتيها بأن ابنها مازال يعاني من الصدمة من هول ماتعرض له، وهو يعالج عند مختص نفسي ثم تضيف »ولدي لم يكن يرد الحرڤة، ظروفه هي من دفعته لذلك، فهو يتيم الأب ولم يجد عملا ومعاش لايتعد 6500دج، ليكفي حتى مصاريف دراسة إخوته »تصمت ثم تسألنا عن قيمة الغرامة المالية التي تبلغ 2ملايين سنتيم ثم تعلق» إمكانياتي لاتسمح لي حتى بتسديد الغرامة.. لكن الحمد لله أنهم لم يسجنوا ولدي من جديد فقد عانى كثيرا من التعذيب الذي ذاقه على أيدي الاسرائليين؟« تسكت السيدة لتمسح دموعها ثم تخبرنا بالقول »لقد زجوا بهم في زنزانات تحت الأرض لأكثر من عشرة أيام دون منحهم لا الماء ولا الغذاء لدرجة أن ولدي لحد الآن مازال يتذكر ويرى كوابيس الإسرائليين« وتقول في الأخير »ولدي ندم كثيرا لتفكيره في الحرڤة ولن يعيدها ثانية، لكن رغم ذلك أقول أن شباب اليوم معذورون فاليأس هو من يدفعهم لهذا الطريق«.