مثل أمس أمام محكمة الجنح لسيدي أمحمد ثلاثة شبان لم يتجاوزوا العقد الثاني في قضية غريبة من نوعها استغرب لها الحاضرون كون المتهمين الثلاث أمضوا أربعة أشهر بسجن الرملة باسرائيل وعادوا منه سالمين بعد رحلة الحرقة الفاشلة التي قاموا بها باتجاه إسبانيا، وقد توبع الشباب المتهم بجرم التصريح الكاذب، وقد التمس وكيل الجمهورية في حقهم أقصى العقوبات لكل واحد منهم. وقائع قضية الحال وحسب ما جاء على لسان المتهمين تعود إلى توجههم لدولة تركيا عن طريق الحرقة، حيث كان هدفهم هو مواصلة الرحلة لاسبانيا، سلكوا اليونان وركبوا باخرة إيطالية ليدخلوا إلى اسبانيا، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، بدل دخولهم اسبانيا وجدوا أنفسهم باسرائيل، كون الباخرة لم تكن متجهة لإسبانيا وإنما وجهتها كانت لفلسطين، وقد قام بكشف أمرهم مصري بعد ان أكد الشباب أنهم فلسطينيين وقد أكدت والدة أحد المتهمين أن اللوم يرجع على المصريين الذين كشفوا أمر الشباب الثلاثة واكدوا جذورهم الجزائرية، وما على الإسرائيليين إلا الزج بهم في سجن الرملة باسرائيل ووجهوا لهم تهم الانتماء إلى الجماعات الإرهابية وضلوا هناك أربعة أشهر، لتضيف بعدها حوكموا واستفادوا من البراءة. وبعد رجوع المتهمين لأرض الوطن توبعوا ببلدهم بجرم التصريح الكاذب كونهم ولدى إلقاء القبض عليهم من قبل الإسرائليين أكدوا أنهم فلسطيننين. وقد بدا هؤلاء وعلامات الندم بادية على وجوههم، وأكدوا لرئيسة الجلسة عدم محاولتهم الحرقة مرة أخرى.