بدا الفنان اللبناني عاصي الحلاني، سهرة الإثنين، في قاعة زينيت قسنطينة، في قمة الغبطة وسط جمهور من العائلات المُحبّة لفنه، إلى درجة أنه أوقف وصلته الغنائية وأقسم بأنه يحس بأنه سيطير من شدة فرحه. عاصي، الذي باشر الغناء في الحادية عشرة ليلا، بأغنيته الشهيرة "بحبّك وبغار" وأدى كل الأغاني التي اشتهر بها، أبى إلا أن يتوقف عند محطة الغناء الجزائري، بأدائه أغنية "عبد القادر يا بوعلام"، التي تفاعل معها الجمهور، كما تفاعل مع بقية أغانيه، بالرغم من أن عددها كان قليلا نوعا ما. خلال الندوة الصحفية، التي سبقت صعود عاصي الحلاني على المسرح، توقف كثيرا عند الألم العربي، بعد أن فُقدت أمهات مسارحنا في سوريا والعراق وحتى في اليمن وليبيا، وتقلصت مساحات الطرب والفرح في عالم الغناء العربي بسبب الفتن وتدهور العلاقات بين العديد من البلاد العربية، ولكنه ثمّن الحضن الجزائري الذي اعتبره الحاضن بحب لكل العرب، بعد أن وفّر الأمن والسلام لنفسه ولكل زائريه، وافتخر بنفسه لكونه كسّر الحصار الفني الذي كان مضروبا على الجزائر بسبب وضعها الأمني في سنة 1994 عندما غنى في بداية نجاحاته "يا ناكر المعروف" في مختلف المدن الجزائرية. وردا على سؤال ل"الشروق" عن اللون الذي وجد عاصي الحلاني نفسه فيه بعد قرابة ربع قرن من الغناء؟ قال إنه أدى الأغاني الوطنية والجبلية والرومانسية، ويفضِّل أن يختص في لون واحد، لأن أذواق الجماهير تختلف، والفنان مطالب بإثراء تاريخه الفني بمختلف الطبوع، واعتبر مروره على حصة "دافويس" ناجحا، لأنها حصة- حسبه- مكّنت من اكتشاف العديد من المواهب الفنية في كامل بلاد العرب، بما في ذلك الجزائر. ووعد عاصي الحلاني بأن يبقى وفيا للاستجابة لدعوات الغناء في الجزائر، وكرّر أمنيته تصويرَ كليب على جسور قسنطينة المعلّقة، على خطى الفنان العراقي همام إبراهيم الذي سيقوم في الأسابيع القادمة بتصوير كليب لإحدى أغانيه الجديدة بين جسور قسنطينة الشهيرة.