تم الإعلان أن الشرطيين الصهيونيين، اللذين قتلا في العملية الفدائية بالمسجد الأقصى الجمعة المنصرم، هما هايل ستاوي وكميل شكيب شنان، وهما من عرب 48، وينتميان للطائفة الدرزية، التي تلقب نفسها ب"الموحدين". أعلنت المتحدثة باسم الشرطة الصهيونية لوبا السمري، أن الشرطيين الهالكين، هما هايل ستاوي 30 عاما من سكان بلدة المغار وكميل شنان 22 عاما من بلدة حرفيش. ونعت مواقع درزية الشرطيين، واصفة إياهما ب"الشهيدين"، واستعملت عبارة "رحمهما الله" عند ذكرهما. كما أعرب سياسيون كثيرون ورجال دين إسرائيليون عن "تضامنهم" مع الطائفة الدرزية، عقب العملية الفدائية. فمثلا، غيّر سياسيون مثل وزير التربية، نفتالي بينيت، وعضو الكنيست سموتريتش من حزب البيت اليهودي، صورة بروفيلهما في شبكات التواصل الاجتماعي ورفعا علم الطائفة الدرزية. واتصل الحاخام الإسرائيلي الرئيسي، دافيد لاو مع الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، موفق طريف، معربا عن تعازيه وعن "حزن الشعب اليهودي في ظل الكارثة التي حلت بالطائفة الدرزية" على حد تعبيره. ويعرف دروز فلسطينالمحتلة بإقبالهم على التطوع في الجيش والشرطة الصهيونيين، ومن بينهم العقيد غسان عليان قائد لواء الجولاني، الذي نفذ مجزرة الشجاعية في غزة هو واحد بين ألاف العرب الدروز والبدو المسلمين الذين انتموا للجيش الإسرائيلي منذ تأسيسه.. وتعتبر نسبة التجنيد بين الدروز الأعلى في إسرائيل حتى بين اليهود، وكانت هناك وحدة خاصة درزية في الجيش الإسرائيلي تسمى كتيبة السيف يمتد تاريخها للأيام الأولى من تأسيس جيش إسرائيل. كما أن أبناء الطائفة مشمولون بإجبارية التجنيد في الجيش الصهيوني. والدروز حسب عدد من الباحثين، فرقة باطنية أخذت كل عقائدها من الطائفة الإسماعيلية نشأت في مصر لكنها سرعان ما هاجرت إلى الشام عقائدها خليط من عدة أديان وأفكار ، من مبادئها السرية في نشر أفكارها ، ولا تعلمها لأبنائها إلا إذا بلغوا سن الأربعين، كما أنها لا تقبل اعتناق أي شخص من خارج الطائفة لديانتها. ويعود أصل الدروز، حسب بعض المصادر، إلى العرب التنوخيين، الذين هاجروا إلى الجزيرة العربية بعد انهيار سد مأرب، وهم الآن منتشرون في لبنان في "الشوف، المتن، الجنوب، كسروان، عبيَّة، الشويفات وبعقلين"، وفي سوريا يتواجدون في السويداء وقنسرين وجرمانا، وفي قرى أنطاكية بلواء الإسكندرونة، وفي فلسطين يتمركزون في صفد وعكا والكرمل وطبرية. ومن أشهر الشخصيات الدرزية الفنان فريد الأطرش وشقيقته إسمهان، والسياسي اللبناني وليد جنبلاط. غير أنه من اللافت أن مواقف دروز باقي الدول العربية، تختلف عن تلك التي يتبناها دروز فلسطينالمحتلة. فكثير منهم يتبنون مواقف مناهضة لإسرائيل ومؤيدة للقضية الفلسطينية. كما أن بين دروز فلسطين من اختاروا صف المقاومة، ولعل أشهرهم الشاعر سميح القاسم.