عبر عدد من الدروز في المناطق المحتلة عام 48 عن استيائهم الشديد من ابناء طائفتهم الذين يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي ويخوضون عدوانا ضد الفلسطينيين في غزة، وخصوصا غسان عليان قائد لواء جولاني الذي شن الهجوم العنيف على حي الشجاعية قبل اسبوعين. وكان لواء جولاني الذي يعد من قوات النخبة في جيش الاحتلال، قد شن هجوما بريا عنيفا على حي الشجاعية الذي لحق به دمار هائل شرق مدينة غزة ليل السبت الاحد 20 تموز/يوليو ادى الى استشهاد 72 فلسطينيا وجرح حوالى 400 آخرين. وقتل من لواء جولاني 13 جنديا اسرائيليا. وأصيب عليان (41 عاما) نفسه بجروح متوسطة الخطورة لكنه شفي وأعلن عودته الى لوائه وجنوده للقتال في غزة بعد هجوم الشجاعية الذي وصفه الرئيس محمود عباس "بجريمه بحق الانسانية ومجزرة بشعة لن يفلت مرتكبوها من العقاب". وفي شفاعمرو التي ينحدر منها عليان أول قائد عربي للواء جولاني، يقول عمه زاهي عليان (59 عاما) لوكالة فرانس برس "انا اتالم لما يجري لشعبي في قطاع غزة. هم اهلي وإخوتي وانا واحد منهم، انا فلسطيني عربي انتمي الى هذا الشعب المضطهد". وأضاف عليان الذي شارك قبل أسبوعين في مظاهرة في مدينة حيفا ضد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، "انا اقف مع ابناء شعبي الذين وقع عليهم ظلم ويعيشون تحت القصف في قطاع غزة بسبب التعنت الصهيوني الذي تدعمه امريكا". وقال زاهي عليان في المدينة التي يسكنها مسيحيون ومسلمون ودروز "انا غاضب جدا جدا لاني عرفت ان غسان في قطاع غزة وفي حي الشجاعية ولا زلت غاضبا". ويعيش في اسرائيل نحو 130 الف درزي تعاني قراهم من مصادرة اراض وعدم تراخيص للبناء. وفرضت اسرائيل الخدمة العسكرية الالزامية على الطائفة الدرزية في 1956. ويتعرض رافضو الخدمة من الشبان الدروز الى الاعتقال من اشهر الى ثلاث سنوات. كما انهم يتعرضون لمضايقات في قبولهم في العمل وفي مساكن الجامعات ومضايقات اخرى. وفي بلدة المغار القريبة من بحيرة طبريا تعيش عائلة زهر الدين سعد الذي ترفض الخدمة العسكرية ابا عن جد. وقال زهر الدين سعد (48 عاما) "رفضت الخدمة لانني عربي فلسطيني ولا استطيع ان اخدم في جيش يحتل شعبي". واضاف زهر الدين الذي يعيش في حارة الدروز ان "كل جندي يقتل في الحرب هو يمثل نفسه ولا يمثل الطائفة الدرزية"، معتبرا ان "اسرائيل ركزت على غسان عليان وجعلته بطلا قوميا حتى تخلق شرخا مع اخوتهم الفلسطينيين". اما ابنه عمر (18 عاما) الذي يعزف في اوركسترا الشباب الفلسطيني وفي معهد ادوار سعيد في القدس هو وشقيقته وشقيقيه، فقال لفرانس برس "انا فلسطيني وعربي ومن يرتدي الزي العسكري الاسرائيلي هو جندي احتلال". واكد عمر الذي ينتمي الى رباعي الجليل للموسيقى الكلاسيكية انه قضى في السجن 200 يوم لرفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية وتعرض لتحقيق قاس وعزل. وقال "اصبت في السجن بجرثومة كادت تودي بحياتي ابقتني في المستشفى في الانعاش 40 يوما". واضاف "لا اتخيل نفسي مرتديا الملابس العسكرية ومشاركا في حمل السلاح ضد ابناء شعبي في فلسطين ومحاربة اخواني العرب". اما سامر سويد (28 عاما) وهو من بلدة البقيعة الجليلية رفض التجنيد ايضا، فقال "كنت اقضي شهر العسل في باريس. قطعنا الاجازة وشاركنا انا وعروسي في مظاهرة باريس ضد العدوان على غزة". واضاف ان "اي جندي درزي او مسلم او مسيحي يخدم في جيش الاحتلال هو يمثل نفسه ويمثل الاحتلال".