تدفق على تركيا للاستجمام والسياحة أكد وكلاء سياحيون أن الجزائريين اختاروا تركيا لقضاء إجازات صيف 2010 بدرجة الامتياز، حيث نفدت كل الحجوزات على مستوى الرحلات الجوية المبرمجة لشهري جويلية وأوت، بينما تراجعت وجهة مصر إلى مستوى الحضيض بفعل نفور الجزائريين من "أم الدنيا". وأثبتت جولة لعدد من الوكالات السياحية في الجزائر العاصمة، للاستطلاع عن الوجهات التي اختارها الجزائريون لقضاء إجازاتهم السنوية لصيف 2010، أن الجزائريين اختار معظمهم وجهة تركيا، لقضاء العطل سواء مع العائلة أو الأصدقاء، بل أصبحت تركيا الوجهة رقم 1 لعرسان الموسم الذين يسعون بكل الطرق والوسائل للظفر بفرصة لقضاء أيام عسل في بلاد الأناضول مهما كان الثمن المدفوع. وبحسب ما تأكدنا منه في مجال الحجز على الرحلات الجوية، فإن جميع المقاعد تقريبا محجوزة لشهري جويلية وأوت رغم دخول شهر رمضان بداية أوت، حيث يفسّر الوكلاء الإقبال الشديد على تركيا بأنه موضة صيف 2010، ساعد في ارتقائها قمة الوجهات السياحية المطلوبة تعرّف الجزائريين على عاداتها وتقاليدها من خلال الدراما التي دخلت كل البيوت منذ سنتين، إضافة إلى الدعاية لها في وسائل الإعلام كوجهة سياحية من الدرجة الأولى، كما أن هناك من الوكلاء من أكد أن دور تركيا على صعيد العلاقات الدولية والساحة الإسلامية وظهور صورة رئيسها عبد الله غول ورئيس وزرائها رجب طيب أردوغان كمدافعين عن الموقف الإسلامي، زاد من حماسة الجزائريين في زيارة مهد الإمبراطورية العثمانية. وبنفس الحماسة، أكد آخرون، أن الجزائريين قاطعوا الوجهة المصرية، وأصبحت مصر منذ مباراتي القاهرة وأم درمان بلدا لا يرغب الجزائريون في زيارته بتاتا، رغم كل الإغراءات والعروض التي يتقدم بها الوكلاء السياحيون المصريون، حيث اجتهد بعضهم ما في وسعهم لإقناع الجزائريين بزيارة ما كانت للجزائريين »أم الدنيا«، لكن حتى بسعر 30 ألف دينار أسبوعيا في فندق محترم ومصنف في القاهرة أو مدينة أخرى، لكن العرض لم يجد من يقدم عليه، والقلة القليلة من بطاقات السفر التي تبيعها الوكالات السياحية لرحلات الخطوط المصرية لا يقتنيها إلا مصريون أو جزائريات متزوجات من مصريين، وقد بلغ الحال بالمعتمرين رفض عروض لسفريات العمرة بأثمان معقولة لأنها تتضمن التوقف بمطار القاهرة وفضلوا أسعارا مرتفعة تجنّبهم المرور عبر بلاد الفراعنة. من جهة أخرى، يلاحظ تقهقر الطلب على تونس بالنسبة للسفريات المنظمة التي يتعامل فيها السياح مع الوكالات السياحية، مقابل تنامي السياحة الفردية التي يستعمل فيها الجزائريون سياراتهم الخاصة للالتحاق بتونس عبر البرّ وتأجير البيوت الخاصة ومساكن المواطنين، حيث أكد صاحب وكالة أن الطلبات كانت تقدر ب10 إلى 15 طلبا مؤكدا يوميا، مقابل 5 أو 7 أسبوعيا في الوقت الحالي، ما دفع الوكلاء السياحيين التونسيين للتحرك باتجاه الجزائر للوقوف على حقيقة تراجع الإقبال. بالمقابل ظهرت وجهة جديدة تستهوي عددا من الجزائريين وهي اليونان، التي يزيد الطلب عليها بصورة منتظمة لتصبح ربما الوجهة رقم واحد للجزائريين في السنوات المقبلة، دون إهمال الحديث عن بلدان من آسيا مثل الهند وأندونيسيا وماليزيا والصين أصبحت مفضلة للسياح ورجال الأعمال الجزائريين للسياحة المقرونة بالعمل.