يتزامن شهر رمضان المعظم هذا العام وأعلى المواسم طلبا على المنتجات السياحية فالمدة التي تمتد في العادة ما بين 10 أوت و10 سبتمبر هي من أقوى الفترات خلال فصل الصيف التي يركن فيها المواطن إلى الراحة والاستجمام لكن يبدو الأمر هذا العام سيكون مخالفا لما هو مألوف خلال كل الصائفات الخوالي على اعتبار أن ذات الفترة هي للصيام ولكن رغم ذلك تفطنت العديد من الوكالات السياحية إلى فكرة تنشيط قطاع السياحة الدينية والثقافية كما أن المتعاملين التونسيين والمغاربة هيئوا كل الظروف لتلبية هذا الطلب خلال الشهر الفضيل. تتعاظم طلبات الإجازات السنوية في العادة خلال شهر أوت حيث يختار العديد من العمال هذا الشهر من السنة ليكون راحة لهم بعد 11 شهرا من العمل حيث دأبوا على تمضيته إما على ضفاف الشواطئ أو في إطار النزهات المنظمة إلى المواقع السياحية الداخلية ومنهم من تسمح لهم إمكانياتهم المادية بقضاء فترات منه خارج الوطن في تركيا أو تونس أوسوريا أوالمغرب لكن يبدوالحال، هذا العام مخالفا لأن شهر رمضان المبارك سيتزامن وأقوى المواسم السياحية من حيث الطلب والعرض أيضا، الأمر الذي سيؤجل استجمام الملايين من الموطنين على الأقل إلى ما بعد 10 من سبتمبر وهو التاريخ الذي يصادف عيد الفطر المبارك، لكن الأمر يبدو أيضا مستعصيا لأن الدخول الاجتماعي والمدرسي سيكون أيضا في النصف الأول من شهر سبتمبر، كل هذه المعطيات ستدفع المواطنين إما لاختيار شهر جويلية الداخل لأخذ إجازاتهم السنوية أو تأجيلها إلى المواسم السياحية ذات الطلب المتوسط والضعيف والتي تمتد ما بين شهري اكتوبر وديسمبير . وكالات السياحة والأسفار تتجند لكن المؤشرات العامة التي استقيناها ونحن نجري استطلاع ميداني والذي يحمل السؤال المحوري التالي " أين تقضي عطلتك الصيفية يا مواطن ؟" اكتشفنا أن الحلول موجودة على الأقل بالنسبة للعائلات الميسورة الحال وكذا متوسطة الدخل التي اختارت أن تعتمر إلى البقاع المقدسة أو أن تسافر إلى تونس لزيارة المواقع الإسلامية والمعالم الثقافية في القيروان والقصرين خلال هذا الشهر الفضيل، والواقع أن العديد من وكالات السياحة والأسفار أعدت عدتها من أجل إنجاح هذا الموسم السياحي الديني إلى درجة أن سارعت بعضها إلى تقديم منتجات سياحية دينية " العمرة " تدفع بالتقسيط على امتداد سنة كاملة وأيضا برمجة رحلات إلى تونس بالمقابل نجد أن كبريات الشركات السياحية وسلسلات الفنادق في تونس والمغرب الشقيقين هيئوا كل الظروف لاستقبال السياح الجزائريين خلال شهر رمضان من خلال إقرار العديد من التخفيضات والمحفزات تخص الإقامة والنقل و الخرجات الموجهة. الأشقاء "التوانسة" و"المغاربة" يغازلون السائح الجزائري وحسب العديد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم فان شهر رمضان سيتزامن وأقوى المواسم السياحية طلبا وعرضا حتى سنة 2015 بمعنى أن الشهر المبارك سيكون خلال شهر أوت كاملا العام المقبل وشهر جويلية كاملا بداية من 2014 ليصل إلى شهر جوان في بداية 2016 ولكن رغم ذلك يقول أحد المواطنين التقيناه في إحدى وكالات السياحة في شارع ديدوش مراد بالعاصمة فإن التوجه سيكون منصبا بالدرجة الأولى إلى البقاع المقدسة لقضاء العشر الأوائل أو الأواخر أو أن يحزم أمتعته باتجاه المواقع والمدن الإسلامية في منطقة المغرب العربي التي ستستقطب هدا العام والسنوات الثلاث المقبلة أعدادا كبيرة من السياح حسب توقعات المتتبعين لملفات السياحة الدينية . اختيارات متباينة والهدف واحد وفي حين اختار الكثير من المواطنين عدم التراجع عن اختيار أوت شهرا لإجازاتهم إرتأى الكثير أيضا إما اختيار شهر جويلية أو شهر سبتمبر المقبل وفي هذا الصدد يقول "محمد.ر" وهوصاحب مخبر للتحاليل الطبية " كنت في العادة اختار شهر أوت للإجازة لكن هذا الهام فضلت سبتمبر لأنني من الناس الذين تؤرقهم الراحة في شهر الصيام " أما "سجية .ط" وهي موظفة في البنك متزوجة وأم ل 3 أطفال فقد قالت أنها برمجت نزهة إلى تونس في النصف الأول من شهر رمضان وبالضبط الى مدينة القيروان .أما "ربيع.س" فقد قال أنه تنازل كلية عن إجازته السنوية حتى شهر أكتوبر المقبل غير أنه حدد الأسبوع الأول من شهر رمضان لأداء مناسك العمرة رفقة أمه. ورغم اختلاف الآراء وتباين وجهات الجزائريين خلال هذا الشهر الفضيل إلا أن الغاية واحدة.. الراحة والاسترخاء إما داخل الوطن أوخارجه .