أجلت محكمة جنايات العاصمة أمس وبسبب غياب متهم عن جلسة المحاكمة فتح ملف متعلق بالانتماء لجماعة إرهابية مسلحة متورط فيه 10 متهمين غالبيتهم يقطنون بأحياء باش جراح بالعاصمة، والبقية متوزعون بين الحراش، جسر قسنطينة وبرج بوعريرج وتلمسان. والقضية المذكور فيها أئمة مساجد ومعلم قرآن، تشير في حيثياتها لتواجد اتصالات وتنسيق بين الجماعات المسلحة النشطة بالعاصمة وأخرى متمركزة بتلمسان والأغواط، ويعتبر المتهمون الحاليون بمثابة همزة وصل بينهم. الوقائع انطلقت بعد تحصل أمن ولاية الجزائر على معلومات تفيد بصلة أحد أئمة مساجد حي الهواء الجميل بباش جراح بالجماعة الإرهابية التابعة لكتيبة الفتح والتي كان يترأسها الإرهابي بن تيطراوي عمر المكنى ب يحيى أبو خيثمة، والمتمركز نشاطها على مستوى ولايات الوسط الجزائر، بومرداس وتيزي وزو، وخاصة في الجهات الشرقية للعاصمة، كما أن لها قواعد خلفية بجبال ولاية بومرداس وتيجلابين، وتوصلت التحقيقات لتخطيط الكتيبة لأعداد عمليات انتحارية ذات صدى إعلامي واسع، وانطلاقا من هذه المعلومات حددت مصالح الأمن هوية الأمام وهو المدعو "ب،ت" 35 سنة من ولاية برج بوعريرج، هو إمام خطيب بمسجد مالك بن نبي بمنطقة الهواء الجميل بالعاصمة، تم توقيفه في 10 نوفمبر 2008 والذي صرح بتعاطفه السابق مع الحزب المحل، ودعمه للمسلحين النشطين على مستوى ولايتي الجزائر وبومرداس والأغواط وتلمسان، وأنه سبق استفادته من الوئام المدني بعد تورطه في قضيتين متعلقتين بتوزيع مناشير تحريضية والانضمام لجماعة إرهابية، وأكد عند استجوابه بأنه انضم مجددا للإرهاب بواسطة شخص كان يتردد على مسجد الهداية وهو المدعو "ش، أ" وهذا الأخير عرفه على الأمير المدعو بن تيطراوي عمر بمسجد مالك بن نبي، حيث التقوا في مقصورة المسجد، وطلب منهم الأمير إسناد الإرهابيين بالجبال لأنهم بحاجة للدعم، وأكد الأمام التقاءه بشخص مغربي الأصل مقيم بحسين داي، والذي ربط له الاتصال مع 20 فردا منشقا عن جماعة حماة الدعوة الذين يترأسهم سليم الأفغاني، والذين شكلوا لاحقا كتيبة السنة المتمركزة بجبال عصفور بنواحي الرمشي والتي يتزعمها المتهم "ب، ع"، وأن هذه الجماعة لها اتصال بجماعة الوسط. ومذكور في القضية اسم معلم قرآن بمسجد أبي بكر الصديق بالأغواط، والذي كان وسيطا بين الجماعتين. أما المتهم "ع، ل" 23 سنة أوقفته مصالح الأمن في 11 - 11 - 2008 أكد التحاقه بالإرهابيين بواسطة شخص تعرف عليه بمسجد النصر، ثم عرفه على الأمير تيطراوي بمسجد أبي حنيفة بالمقرية، وحسب الملف القضائي، فإن الأمير كان يستعمل دراجة نارية في تنقلاته ببوروبة. لكن جميع المتهمين انكروا مشاركتهم في أي عملية تخريبية وكل مهامهم كانت ربط الاتصالات.