القائد الأعلى للدرك الوطني اللواء بوسطيلة كشف مصدر من القيادة العامة للدرك الوطني، لأول مرة عن جاهزية وحدات التدخل والشل التي تتكون من نخبة ضباط الدرك الوطني والتي تعتبرا النواة الصلبة لمكافحة الإرهاب في جهاز الدرك، حيث تم تشكيل 30 وحدة تعمل في مختلف المهام إضافة إلى مكافحة جرائم الإرهاب والحفاظ على النظام والأمن العام وتوزعت هذه التدريبات على محاور كثيرة... تمثلت في القتال والمواجهة المباشرة وكذا حفظ النظام العمومي أثناء اندلاع حوادث الشغب في الأماكن العمومية، إضافة إلى حفظ أمن المعسكرات وخضوعهم للتدريب على القيام بعمليات خلال الفترات الليلية، أين بلغ عدد الساعات لكل فرقة خضعت للتدريب أكثر من 50 ساعة من بينها 12 ساعة للتدريب الليلي. هذه الوحدات الجديدة التي تم تكوينها من طرفة عناصر المفرزة الخاصة للتكوين في "بوشاوي" بالعاصمة، التي خضع ضباطها لدورات تكوينية استفادوا منها، بعدد من الأكاديميات والمراكز التدريبية بدول أوروبية وعربية كفرنسا والأردن على يد المدربين الفرنسيين المعروفين ب"جي جين" والنمساويين في الفرقة المختصة "كوبرا"، وتلقى الضباط الجزائريون تطبيقات ميدانية وتقنيات حديثة جدا في مكافحة الإرهاب، عن طريق زيادة عدد ساعات التدريب زاد بعضها عن 198 ساعة خلال أقل من 40 يوما. وفي هذا السياق أشرف القائد الأعلى للدرك الوطني اللواء بوسطيلة بمخيم التدريب بمنطقة "الحدب" بولاية أم البواقي بالناحية العسكرية الخامسة، على نهاية فترة التدرب التي شارك فيها 3700 فرد بالمقاييس العالمية التي تدرب عليها الضباط الجزائريون في الأكاديميات الأوربية بالنمسا وفرنسا في إطارالتكوين المتواصل، وشارك في هذه العملية القيادة الجهوية للدرك بنفس الناحية و12 واليا بالجهة الشرقية للبلاد، إضافة إلى كل قادة المجموعات الولائية وقادة وحدات التدخل السريع وحرس الحدود. ووقف قائد الدرك الوطني، بمنطقة "سيدي غريس" على مناورات عسكرية خاصة بنهاية السنة التدريبية التي حملت شعار"سيدي"، والتي تندرج في إطار التحضير القتالي والتكوين المتواصل، حيث شملت محاور إنشاء معسكرات ميدانية والحفاظ على النظام الأمن العمومي، إضافة إلى عملية مكافحة الإرهاب على استعمال الوسائل التقنية والمادية المقحمة خلال مناورة، كعربات مكافحة الشغب والفرق التقنية ومنظومة اتصالات غير ثابتة ولاسلكية ووسائل القتال المباشر كالقنابل الصوتية والهجومية والأسلحة الرشاشة في القضاء على الإرهابيين والإفلات من الكمائن التي تنصبها الجماعات الإرهابية من حين إلى آخر. وتميزت هذه المناورات العسكرية بالقيام بتمارين افتراضية بينت طريقة، عمل وكيفية تدخل فرق الدرك الوطني، حيث أبدعت فصائل الأمن والتدخل، فصائل الحفظ العمومي ومفارز المرافقة إلى جانب حظائر التدخل والشل في إظهار مهارتها وكفاءتها في مكافحة أعمال الشغب في الملاعب والقضاء على الجماعات الإرهابية. هذه المناورات التي أشرف عليها القائد الأعلى للدرك الوطني اللواء بوسطيلة خضعت لثلاث مراحل. حيث جرت وقائع المرحلة الأولى بالملعب البلدي لسيدي غريس الذي شهد حوادث الشغب بين مناصري فريقين محليين في إطار البطولة الجهوية لكرة القدم، حيث بدأت أعمال الشغب إثرإخراج الحكم بطاقة حمراء في وجه أحد اللاعبين ومنح الفريق الآخر ضربة جزاء، وهو ما أثار حفيظة مناصري الفريق الخصم الذين قاموا بإقتحام الملعب ومحاولة الهجوم على الحكام واللاعبين، مما دفع وحدات مكافحة الشغب وحفظ النظام المجهزة بجميع وسائلها القتالية إلى التدخل السريع لحماية هؤلاء وتوقيف المشاغبين. فيما تمثلت وقائع المرحلة الثانية في أعمال الشغب التي قام بها مناصرو أحد الفريقين بعد حادثة قتل لأحد المناصرين الذين أغلقوا الطريق الولائي رقم 13، حيث قاموا بقطع الطريق وإضرام النيران في العجلات المطاطية مما استدعى تدخل وحدات حفظ النظام التي نجحت في تفريقهم وتوقيف بعضهم من طرف حظائر الشل التي سلمتهم لمصالح الأمن المختصة إقليميا. "حتى لاتتكرر مجزرة برج بوعريريج" أما المرحلة الثالثة والأخيرة في هذه المناورات التي أشرف عليها اللواء بوسطيلة تتمثل في تمكن عناصر التدخل والشل بالدرك الوطني من كسب معركة "اقليف" بأم البواقي بعد ما تعرضوا لكمين ارهابي خطير كانت قيادة الدرك قد كشفت عن احتمال وقوعه قبلا بعد ما أشارت إلى وجود تحركات إرهابية بالمنطقة تترصد الدرك، حيث اتجهت دوريات وحدات التدخل والشل الى منطقة اقليف لمرافقة طاقم تحكيم مباراة رياضية، وشددت الوحدات منذ البداية في إجراءاتها الأمنية تحسبا لأي طارئ، غير ان الدورية تمكنت من مغادرة النقطة السوداء بأمان وتمكنوا من تأمين طاقم التحكيم، غير انهم وفي طريق عودتهم تخلوا عن الحذر الذي انطلقوا به في البداية ظنا منهم ان الجماعات الارهابية لن تتمكن من تحضير نفسها في هذا الوقت القياسي فوقعوا في الكمين الذي امتد الى مواجهة عسكرية انتهجت فيها الجماعات الارهابية خطة الكر والفر بعد ما بادرت إلى الاشتباك.