لاتزال المضخة العملاقة الثانية لسد بني هارون، والتي كلفت الدولة الجزائرية مبالغ مالية ضخمة فاقت ال 125436 مليار والتي من شأنها ضخ المياه إلى ست ولايات شرقية إضافة إلى 16 بلدية مربوطة بسد بني هارون بولاية ميلة، خارج الخدمة بسبب أعطاب أصابتها منذ شهور، لتبقى المضخة الوحيدة الرئيسية هي التي تتكفل بضخ كميات هائلة من المياه لتزويد سكان ولايتي ميلة وقسنطينة بالمياه الصالحة للشرب، في عز فصل الحر. وكانت المضخة قد تعرضت لأعطاب أتت عليها منذ مدة لأسباب لازالت غامضة، وهو الوضع الذي ينذر بأزمة عطش حادة، إن لم تتدارك السلطات المعنية الوضع في اقرب الآجال وهو ما حرص عليه والي ميلة الجديد احمودة احمد زين الدين خلال الزيارة التي قادته نهاية الأسبوع الفارط إلى منطقة القنازع للوقوف على كيفية عمل المضختين، مبديا حرصه الشديد على الانتهاء من إصلاح الأعطاب من طرف الجهات المختصة في اقرب الآجال تفاديا لأي انزلاقات وأزمات بسبب كثرة الطلب خصوصا في هذه الأيام على المياه بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والتي بلغت ارقاما قياسية تجاوزت ال44 درجة. وحسب مدير الري بالولاية فإن الخبراء المختصين في معالجة الأعطاب بصدد الانتهاء من إصلاحها والذين تنقلوا بعد الحادث مباشرة لإصلاح الأعطاب وإعادة تشغيل المضخة مما اضطرهم إلى الاستنجاد بالمضخة الثانية الاحتياطية، مع العلم أن المضخة التي تعمل الآن على ضخ المياه لا تقل طاقتها كثيرا عن الأولى، حيث تتم عملية الضخ حسب البرنامج المسطر، كما تطلب الاعتماد على برنامج استعجالي تحسبا لفصل الصيف، بغية مواجهة أزمة العطش التي بدأت تضرب عدة بلديات بولاية ميلة ولعل أهم ملامح هذا البرنامج هو التقشف في توزيع مياه الشرب وتقليص ساعات التزود بهذه المادة الحيوية بحيث تمس العملية على وجه الخصوص البلديات التي كانت تتزود بمياه سد بني هارون 24 ساعة على 24سا على غرار بلديتي وادي النجاء وميلة. ولتدارك العجز الحاصل في التزود بالمياه وللتقليل من آثار أزمة المياه المتوقعة خلال الأيام القليلة القادمة إن لم يتم تدارك الوضع وإعادة تشغيل المضخة خصوصا بعد الدراسات التي قامت بها الجهات المختصة من اجل إمكانية ربط بعض البلديات بالجهة الجنوبية من سد بني هارون والبقية الواقعة بالجهة الشمالية للولاية من سد تابلوط بجيجل، الأمر الذي يلزم القائمين على المحطة الإسراع في إصلاح الأعطاب قبل نهاية فصل الصيف، في حين شرعت الجهات المعنية في الاستعانة بمنظومة التنقيبات التي تم حفرها بعدة بلديات منها الشيقارة وسيدي خليفة... إلا أن مختصين يرون بأن هذه التنقيبات لا تحل المشكل بسبب شح المياه الجوفية هذه السنة، وإنما يكمن الحل في تشغيل المضخة الثانية في أقرب وقت ممكن وهو ما لم يتجسد لحد الآن رغم مرور عدة شهور عن تعطل المضخة العملاقة لأسباب لازالت مجهولة. للإشارة، فإن مشكلة التزود بمياه الشرب بولاية ميلة تتزايد يوما بعد يوم لذا وجب إعلام السكان على الأقل لأخذ الاحتياطات اللازمة وعدم الإسراف في تبذير المياه والتعامل معها بعقلانية أكثر.