كشفت مديرية الشباب والرياضة بورقلة أنها سجلت زهاء 5 آلاف طفل في الرحلة الواحدة على 05 دفعات، استفادوا من رحلات للمخيّمات الصيفية بولايات الشمال والغرب الجزائري، من بينهم رحلات تنظمها الجمعيات المعتمدة بالتنسيق مع مصالح الولاية، وهي العملية التي تعد الأضخم منذ سنوات، بمساهمة وزارة القطاع . قدرت وزارة القطاع عدد المصطافين بولايات الجنوب بأكثر من 600 ألف شاب استفادوا من مخيّمات صيفية منهم مراهقون، موزعين على عدد من مراكز المخيّمات الصيفية التابعة لقطاع الشبيبة والرياضة، حيث رصدت لهذا الغرض ميزانية ضخمة من خزينة الدولة تتجاوز 350 مليار سنتيم للإيواء والنقل والإطعام وتسديد رواتب المؤطرين وغيرها . وتوضح أرقام الوزارة أن مصالحها تكفلت ب 300 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و14 سنة وحصة أخرى بتعداد 300 ألف مراهق سنهم يتراوح بين 14 و18 سنة وحصة 150 ألف شاب فوق 18 سنة مستفيدين من المخيّمات الصيفية. وخصصت الوزارة ما نسبته 70 من المائة لأبناء الجنوب والهضاب العليا، كما تنظم الوزارة رحلات خارجية للمتفوّقين في الامتحانات المصيرية للأطوار الثلاثة، حيث استفاد منها التلاميذ ال10 الأوائل في امتحانات نهاية الأطوار على مستوى كل ولاية . وأعطت وزارة الشباب والرياضة الفرصة ل 250 شاب من الجالية الجزائرية بالخارج من 9 دول من أجل زيارة الجزائر في رحلة تخييم، بحيث يشرف على تأطير هؤلاء الأطفال عبر كافة المخيّمات الصيفية أكثر من 390 ألف مؤطر ومنشط، من بينهم 200 مدير و200 مسير مالي للمخيّمات الصيفية بالإضافة إلى إلزامية تواجد طبيب عام وأخصائي نفساني في كل مركز .
.. أنشطة بيداغوجية وتربوية متنوّعة طيلة الدورات ومن أجل اكتشاف عالم المخيّمات الصيفية عن قرب، قامت "الشروق" بزيارة أحد المخيّمات بالجزائر العاصمة الذي استقبل أكثر من 1600 طفل من ولاية ورقلة طيلة 5 دورات، حيث ضمّت كل دورة 300 طفل، إذ يصنف هذا المركز من ضمن أحسن المراكز الوطنية للعطل والترفيه. ووقفت "الشروق" على كل كبيرة وصغيرة داخل المخيّم، فالبرنامج اليومي يتضمن عدة نشاطات تربوية وبيداغوجية، حيث مباشرة بعد استيقاظ الأطفال صباحا وتناولهم فطور الصباح على الساعة الثامنة، يتم رفع العلم الوطني وترديد مختلف الأغاني الوطنية، وأخرى ترفيهية خاصة بالمخيّم الصيفي. وبعد ذلك يتم التوجه مباشرة لشاطئ البحر من أجل السباحة وتنظيم ألعاب شاطئية إلى غاية منتصف النهار، حيث وبعد الاستحمام وتناول وجبة الغداء تكون هنالك فترة للقيلولة والاستراحة من أجل استرجاع اللياقة والتقاط الأنفاس قبل مواصلة النشاطات في الفترة المسائية. ويتم تقسيم الأطفال إلى ثلاثة طلائع تضم كل طليعة 100 طفل ويشرف كل منشط على تأطير 10 أطفال، فالطليعة الأولى تخرج في جولة لوسط المدينة لاكتشاف المحيط، فيما تكون الطليعة الثانية منهمكة في النشاطات الترفيهية والرياضية بالمركز كالألعاب الإلكترونية والبيار والبابي فوت والدورة الرياضية في كرة القدم، أما الطليعة الثالثة فمهمتها تحضير السهرة التي تكون متنوعة وهادفة كالمسرح والرقص الفلكلوري والسكاتشات والأوبيرات والألعاب . وأوضح مدير المخيّم أن طاقمه البيداغوجي مجنّد من أجل راحة وسلامة الأطفال البالغ عددهم عند نهاية الدورة الخامسة والأخيرة 1500 طفل ويؤطرهم أكثر من 30 منشطا في كل دورة، كما يتم تنظيم رحلات لمختلف المعالم والآثار التاريخية والحدائق كمقام الشهيد وحديقة التجارب بالحامة والآثار الرومانية بتيبازة . وتزامنت فترة قيامنا بهذا العمل الصحفي بزيارة أحد أولياء الأطفال الذي قطع 800 كلم من ورقلة من أجل سحب ابنته والتوجه لتونس لقضاء العطلة هناك، إلاّ أن هذه الطفلة رفضت رفضا قاطعا مغادرة عائلتها الثانية بالمخيّم الذي تعلقت به، وهو ما يعكس مدى قوة تأثير طاقم التأطير في كسب الطفل والسهر على راحته وخدمته وتلقينه حب الحياة الجماعية، وهو ما أعطى أصداء إيجابية عن هذا المخيّم والمركز على المستوى الوطني .
.. ولاية ورقلة تصنّف كرائدة في تنظيم المخيّمات الصيفية تتربع ولاية ورقلة على عرش صدارة الولايات الرائدة في تنظيم المخيّمات الصيفية سنويا، حيث برمجت هذا الموسم حصة 05 آلاف طفل مصطاف على عاتق مديرية الشبيبة والرياضة، هذه الأخيرة أشرفت على تنظيم مخيّمات خاصة بها بمختلف المدن الساحلية للوطن، ورغم معاناتها سنويا في إيجاد مرافق لائقة للإيواء، إلاّ أنها تتحدى هذه الظروف وتستنجد بالمؤسسات التربوية من أجل البرنامج الصيفي المسطر، والذي يهدف إلى إدخال الفرحة والبهجة في صفوف الأطفال وخاصة الفئات الهشة والمحرومة كالأيتام والفقراء بالإضافة إلى المتفوّقين في الدراسة . كما ظهر في السنوات القليلة الماضية انتشارا غير مسبوق لمخيّمات العائلات والشباب من تنظيم جمعيات محلية بولاية ورقلة، حيث تفرض هذه الأخيرة مبالغ تصل إلى مليون سنتيم للفرد الواحد فقط من العائلة لمدة 15 يوما في إحدى المدن الساحلية وغالبا ما تكون ولاية جيجل، ورغم الخدمات المتدهورة التي تقدمها هذه الجمعيات داخل المخيّم كالإيواء والأكل وانعدام المياه والاكتظاظ داخل المؤسسات التربوية، إلاّ أنها لقيت رواجا كبيرا من العائلات والشباب الذين يجدونها كآخر حلّ هروبا من لهيب الطقس القاسي الذي يميّز ولايات الجنوب الجزائري في فصل الصيف، ومن أجل تنظيم أحسن تم إسناد تنظيم المخيّمات ومراقبتها لمديرية الشباب والرياضة، حيث خصصت هذه الأخيرة بيت الشباب وردة الرمال لتولي مهمة استقبال الملفات وتوجيه الجمعيات على أن يتكلف مفتشون بمراقبة عمل الجمعيات ميدانيا.