يعرف قطاع الصحة في ولاية بومرداس حالة من الفوضى وعدم الاستقرار بالموازاة مع سوء التسيير، وغياب النظافة في بعض المصحات كما هي الحال بالنسبة إلى مصلحة التوليد بمستشفى الثنية، التي أثارت استياء المواطنين في ظل انتشار الأوساخ وغزو الحشرات والديدان أسرّة حديثي الولادة فيها، ما أدى إلى تشكي المرضى ومرتادي هذه المصلحة. في وقت تداول فيه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعض الصور والفيديوهات التي تشير إلى حالة التسيب واللامبالاة التي بلغتها هذه المصلحة، شأنها شأن المستشفى المركزي لعاصمة الولاية بومرداس الذي تحول حسب شهادات المواطنين وما تداوله رواد المواقع الافتراضية إلى مركز للراحة ونوم الأطباء والممرضين. ولقد تناول أحد الفيديوهات التي استقطبت اهتمام المواطنين وسكان عاصمة الولاية جانبا من الإهمال والفوضى واللامبالاة من قبل القائمين على المستشفى الذين تجاوزوا الاهتمام بالمرضى المتزاحمين على الاستعجالات وانصرفوا إلى تناول المبردات ومختلف المأكولات وأبواب العلاج مغلقة. وأمام هذه الفضائح الموثقة والمبلغ عنها إلى الجهات المسؤولة أسرت مصادر إلى "الشروق اليومي" بأن مديرية الصحة لولاية بومرداس أوفدت لجنة تحقيق للاطلاع على الأوضاع في مصلحة التوليد بمستشفى الثنية، حيث وقفت اللجنة على الواقع المر الذي تعرفه المصلحة، ما استدعى اتخاذ إجراءات عقابية في حق القائمين عليها بعد إثبات تهاون هؤلاء فيما يتعلق بالنظافة والسير الحسن فيها وفي المستشفى لاسيما ما تعلق بانتشار الحشرات والديدان في الأسرة. وعلمت "الشروق" في هذا الشأن أن الوصاية أقالت رئيس مصلحة التوليد وأصدرت عقوبات متفاوتة في حق عمال النظافة تراوحت بين الإنذارات والتوبيخات والخصم من الأجور. في حين أفادت مصادر بأن التحقيقات طالت أيضا مستشفى بومرداس وكذا مستشفى دلس ومستشفى برج منايل في انتظار الإجراءات التي ستتخذ بشأن المتقاعسين من عمال ومهنيي شبه الطبي والأطباء وكذا مسيري الإدارة ممن ثبتت تجاوزاتهم بشأن التهاون في القيام بالمهام المنوطة بهم. جاء ذلك عقب تداول فيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي تفضح سوء التسيير وغياب النظافة في مستشفى الثنية وكذا مستشفى بومرداس المختص في جراحة العظام. والوضعية نفسها يعرفها مستشفى دلس ومستشفى برج منايل ومختلف المؤسسات الاستشفائية للصحة الجوارية في بودواو وخميس الخشنة ما يستدعى اتخاذ إجراءات عقابية في حق المتهاونين والمتسببين في هذا التسيب والإهمال. الجدير بالذكر في هذا السياق أن "الشروق اليومي" وقفت هي الأخرى على هذا الوضع في نهاية الأسبوع المنصرم في المؤسسة الاستشفائية للصحة الجوارية بحي حمدي سليمان ببودواو وقد تم الاتصال بمدير الصحة لولاية بومرداس في مكتبه من أجل معرفة رده في هذا الشأن، غير أنه امتنع عن التصريح وضرب لنا موعدا الأسبوع القادم لأسباب تبقى مجهولة.