كيف تأهلوا على حسابنا عام 1989 ؟ في التصفيات التأهيلية لمونديال إيطاليا 1990 كانت الجزائر تغرد خارج سرب مجموعتها التي ضمت زيمباوي التي هزمناها في الغدو والرواح، وكوت ديفوار التي تعادلنا معها بأبيجان ثم فزنا عليها بهدف ماجر بعنابة، وانسحبت وقتها ليبيا لنتأهل عن جدارة للدور الأخير، حيث قابلنا المنتخب المصري في قسنطينة في يوم ماطر زاد من ثقل أرضية الميدان، ووقتها طبعا تمكن الدفاع المصري من التغلب على الهجوم الجزائري وأنهى المباراة ''طابلة ذراع'' بالتعادل السلبي· هذه النتيجة وضعت الفراعنة في رواق أحسن وقد نجحوا في مسعاهم بعد أن حسبوا لكل شيء··· ماذا حدث للاعبي الخضر في فندق الملعب···؟ لم يكن ستاد ناصر مسرحا للمباراة التأهيلية فحسب بل كان أيضا لاندلاع أحداث غير مسؤولة تماما· فلاعبو الفريق الوطني وقتها عاشوا الجحيم الذي ازداد مع اقتراب موعد المباراة، لدرجة أن اللاعبين وهم يعبرون نفق الملعب لم يفهموا شيئا عندما أطفئت الأنوار وانهال عليهم البوليس المصري بالضرب المبرح بالهراوات والعصي لإرهابهم· وما تعرض له وقتها المدرب المساعد فرفاني واللاعبون وحتى المعلق التلفزيوني لحبيب بن علي لم يسلم من التعصب الكبير للفراعنة الذين يعرفون كيف يحققون مآربهم في قواعدهم وطريقة تأهلهم لمونديال 1990 وقبلها نيلهم لكأس إفريقيا للأمم دليل على ''بلطجيتهم''··· الفراعنة بحاجة إلى بن ناصر جديد للتأهل لا يختلف اثنان على كون تأهل مصر على حسابنا عام 1989 قد ساهم فيه وبنسبة كبيرة الحكم التونسي علي بن ناصر الذي احتسب هدفا غير شرعي لاعتداء صارخ على الحارس العربي الهادي، ولم يمنح منتخبنا ضربتي جزاء بعد عرقلة ماجر في مناسبتين، لكون هذا الأخير لم يكن للمدافعين المصريين حل أمامه سوى الاعتداء عليه· ويذكر التاريخ أن علي بن ناصر قد عينته الكاف لمباراة الدور نصف النهائي لكأس إفريقيا للأندية البطلة الذي جمع مولودية وهران ضد نكانا ريد ديفيس الزامبي، لكنه اعتذر حتى لا يؤثر عليه الجزائريون لكون هذه المباراة ستلعب أياما قبل موقعة القاهرة· ويرى المتتبعون أن اعتذاره هذا ناجم عن اتفاقه المسبق مع المصاروة، ويقال أنه بعد عودته لتونس اعترف بعجزه عن منح ضربة جزاء لماجر لأن ذلك كان سيوصل المباراة إلى الدم··· واليوم الفراعنة بحاجة لبن ناصر جديد ليقدموا له ما يشاء ويمنحهم ما يشاؤون، لكن شتان بين فيفا الأمس واليوم· سرقوا منا التأهل ولم يفعلوا شيئا بالنهائيات تأهل الفراعنة لكأس العالم جعلهم يشعرون أنهم فوق الجميع، لدرجة أن أول خطوة قاموا بها هي الاعتذار عن المشاركة في كأس إفريقيا 1990 بالجزائر، وقد أرسلوا منتخبهم الثاني في آخر لحظة ولعب مواجهته الأولى ضد كوت ديفوار متخلفة عن موعدها ب24 ساعة· وفي المونديال أوقعتهم القرعة في المجموعة الأخيرة رفقة هولندا، إيرلندا وإنجلترا، وتأهل كل منتخبات المجموعة السادسة التي خابت على مستوى النتائج والأداء أيضا··· رأي جاك تشارلتون مصر شاركت مرتين في كأس العالم 1934 و1990 وكلاهما في إيطاليا، لكن الملاحظ أنها لم تترك بصماتها في المونديال ولم تخطف الأضواء سوى مرة واحدة على لسان مدرب إيرلندا الجنوبية آنذاك جاك تشارلتون الذي وصفهم بأقبح النعوت، وأقل نعت هو أن هذا المنتخب هو عدو كرة القدم بعد أن رسم الجوهري خطة دفاعية محضة لتشكيلته التي لم تتعد خط الوسط إلا في لحظات نادرة· العدالة التاريخية في صالح الجزائر إضافة إلى تفوق الخضر على الفراعنة على أكثر من صعيد، فإن العدالة التاريخية أيضا في صالح الخضر· ففي تصفيات 1990 تأهلوا على حسابنا وفي تصفيات 2002 أقصينا معا، حيث تأهل وقتها السينغال الذي ثأرنا منه في الدور التصفوي السابق· وهذه المرة 2010 جاء دورنا وكم سيكون التأهل مميزا ونحن نحتفل به في الأراضي الفرعونية· الخضر يحضرون في تولون الفرنسية لن يلعب الخضر مواجهة ودية نهاية هذا الشهر مع أحد المنتخبات الأوروبية مثلما كان مبرمجا من قبل، لكون أشبال سعدان سيتربصون في نهاية الشهر الجاري بالمركز التحضيري لوبوسي في تولون الفرنسية، وهو نفس المركز الذي سبق وأن تربص به رفقاء مطمور قبل مواجهة الذهاب بين المنتخبين التي انتهت بفوز جزائري صريح 3 / .1