أبلغ وفد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) برئاسة إسماعيل هنية الذي يزور مصر المسؤولين المصريين بموافقة الحركة على حل اللجنة الإدارية التي أنشئت أخيراً وتتولى إدارة قطاع غزة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية كبادرة لاستئناف حوار المصالحة مع الرئيس محمود عباس، حسب ما ذكر مسؤول في الحركة لوكالة فرانس برس، الثلاثاء. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: "وافق وفد حماس على طرح تقدم به الإخوة المسؤولون المصريون بحل اللجنة الإدارية وتشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها حل الأزمات الداخلية الفلسطينية والتمهيد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية كبادرة للحوار مع حركة فتح للمصالحة". وهي المرة الأولى التي توافق فيها حماس على حل لجنتها الإدارية بهذا الوضوح. وأعلنت حركة حماس في مارس تشكيل "لجنة إدارية" خاصة لشؤون قطاع غزة من سبعة أعضاء. وعلى الأثر، اتخذت السلطة الفلسطينية تدابير، بينها إحالة الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله في مطلع جويلية أكثر من ستة آلاف من موظفيها في قطاع غزة إلى التقاعد المبكر، وتوقفها عن دفع فاتورة الكهرباء التي تؤمنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتغذية القطاع، وخفض رواتب موظفيها في قطاع غزة. وقالت حماس في بيان، الثلاثاء، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية التقى مساء أمس مع رئيس المخابرات العامة بمصر خالد فوزي، وأكد الوفد على "استعداده لعقد جلسات حوار مع حركة فتح في القاهرة فوراً لإبرام اتفاق وتحديد آليات تنفيذه". ودعا البيان إلى "تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها وإجراء الانتخابات على أن يعقب ذلك عقد مؤتمر موسع للفصائل الفلسطينية بالقاهرة بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني بالضفة والقطاع والقدس". وقال المسؤول المطلع إن حماس "معنية أن تنجح مصر في إنجاز المصالحة الفلسطينية، واعتقد لا حجة الآن لحركة فتح بتعطيل جهود مصر لتحقيق المصالحة وإلغاء حكومة السلطة للقرارات العقابية التي اتخذتها ضد غزة". وقال القيادي في حركة فتح فايز أبو عيطة لفرانس برس، إن الرئيس عباس أكد أن وقف إجراءات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة "مرتبط بحل الإدارية وتمكين حكومة التوافق برئاسة رامي الحمد الله القيام بمسؤولياتها ودورها في القطاع"، معتبراً تحقيق هاتين الخطوتين "المفتاح لانجاز المصالحة". ويعاني قطاع غزة وعدد سكانه نحو مليوني نسمة، من أزمات إنسانية واقتصادية دفعت الأممالمتحدة إلى التحذير من أنه سيصبح مكاناً غير صالح للعيش خلال ثلاث سنوات. وسيطرت حماس على القطاع في 2007 وتولت إدارته بنفسها. وفي حين يخضع القطاع لحصار إسرائيلي محكم منذ عقد، شددت السلطة الفلسطينية الضغوط على حماس باتخاذ جملة من الإجراءات المالية. وزيارة هنية للقاهرة هي الأولى منذ انتخابه رئيساً للمكتب السياسي للحركة في 7 ماي 2017، ويرافقه قادة من الداخل والخارج أبرزهم رئيس الحركة في القطاع يحيى السنوار.