المجلس يستفيق بعد سقوط الفأس على الرأس دعا المجلس الأعلى للصحافة في مصر، وسائل الإعلام المصرية إلى تحري المسؤولية والموضوعية في تغطية أحداث مباريات كرة القدم بين الفرق الجزائرية ونظيرتها المصرية، حفاظا على استمرارية العلاقات بين الجزائروالقاهرة، والتي تضررت بفعل التهييج الذي طبع التناول الإعلامي لمقابلة فريقي البلدين الخريف المنصرم . وقال المجلس الأعلى للصحافة، الذي يرأسه أحد أبرز رجالات الحزب الوطني الحاكم في مصر، صفوت الشريف، في بيان بهذا الخصوص "نأمل في عدم إحداث أي إثارة أو فرقة بين الشعبين المصري والجزائري، اللذين تربطهما علاقات تاريخية إستراتيجية، ونأمل على تعزيز تلك العلاقات بين البلدين"، وهو البيان الذي جاء في وقت بدأت فيه بعض الصحف المصرية في الإساءة للفريق الوطني لكرة القدم، المشارك في مونديال جنوب إفريقيا، من خلال التشويش عليه والإشارة إلى إمكانية سقوطه في فضائح كروية. وشدد المجلس في بيانه الذي وجهه لجميع الصحف المصرية على اختلاف طبيعتها، الوطنية والحزبية والخاصة والعامة والمتخصصة والمحلية، بضرورة مراعاة الموضوعية والمسؤولية اللازمة في تغطيتها الصحفية لأحداث مباريات كرة القدم، خاصة تلك التي ستجمع بين فريق شبيبة القبائل ونظيريه الأهلي والإسماعيلى في إطار دوري أبطال أفريقيا، بداية من شهر جويلية المقبل . وتأتي دعوة المجلس الأعلى للصحافة في مصر، صحافة بلادها إلى التعقل، بعد محاولات مصرية لتطبيع العلاقات مع الجزائر، بعد لقاء الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة ونظيره محمد حسني مبارك، على هامش قمة إفريقيا فرنسا بمدينة نيس، ثم وزيري خارجية البلدين مراد مدلسي وأحمد أبو الغيط، وهما اللقاءان اللذيان فجرا سيلا من التصريحات المصرية الداعية إلى تجاوز ترسبات الماضي، بداعي حاجة البلدين والشعبين إلى بعضهما البعض، كما جاء على لسان الوزير أبو الغيط . ويفهم من بيان المجلس الأعلى للصحافة في مصر، أن هذه الهيئة وبعد أشهر من تضرر العلاقات الثنائية، بدأت تشعر مؤخرا بثقل المسؤولية التي يكون قد تسبب فيها سكوتها خلال الهجمة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها الجزائر بشهدائها ورموزها خلال سنة 2009، من طرف الفضائيات المصرية وبعض الصحف، واليوم وبعد أن وقفت السلطات المصرية على خطورة ما حدث واحتمال تجدد حدوثه، تعمل جاهدة للحد من حجم الهوة التي صارت تفصل بين البلدين، وهو ما يفسر تأكيد أبو الغيط على أن ما تسعى إليه بلاده هو "تأمين مباريات كرة قدم وأن لا نرى خلالها العصبية التي كانت موجودة في السابق"، في إشارة إلى أحداث ملعب القاهرة في نوفمبر المنصرم.