تعد مدينة حاسي مسعود من أهم المدن الصناعية بالجزائر؛ نظرا لتواجد المئات من الشركات العاملة بالمنطقة العاملة في مجال المحروقات منذ ما يزيد عن أربعة عقود من الزمن؛ وفي مقابل ذلك يوجد بالمدينة ما يزيد عن تسعين ألف نسمة من سكان وعمال مقيمين؛ كما أن المدينة بنيت بطرق متشعبة على عديد أنابيب الغاز والبترول المحيطة بها زيادة على وجود منشآت نفطية بالقرب منها وهو ما يشكل خطرا على سكان المنطقة. ما يزيد الوضع خطورة هو عدم وضع الخطط والإجراءات الخاصة بالأمن الصناعي بعديد هذه المنشآت؛ حيث نشب مؤخرا حريق مهول بقاعدة تابعة لشركة نيبورس والمتواجدة مع شركة سونيباك بحوض إرارة بسبب قارورات الغاز حيث خلف هذا الحريق هلعا كبيرا بوسط العمال وتسبب في انفجار كل قارورات الغاز بمحيط القاعدة ما أدى إلي أضرار مادية عديدة دون أن يخلف أضرارا بشرية. وقد تم السيطرة على الحريق بعد صعوبات كبيرة من طرف رجال الأمن الداخلي والحماية المدنية. علما أن هذا الحريق ليس الأول من نوعه؛ بل هو امتداد لعشرات الحرائق التي نشبت خلال ثلاثة أشهر الأخيرة وأغلبها نشبت بقواعد ومنشآت تابعة لشركات نفطية محيطة بالمدينة آخرها الحريق الذي نشب بمنشأة نفطية تابعة للمؤسسة الوطنية لخدمات الآبار والتي كادت أن تحدث كارثة بذات المدينة نتيجة اتصال هذه المنشأة بمنشآت أخرى عبر أنابيب متصلة بها وكذا قربها من مدينة حاسي مسعود حيث تم غلق ما يزيد عن أربعين منشأة في آخر المطاف وتم السيطرة على الحريق في الوقت المناسب. هذه الحرائق المتتالية والتي أصبحت تتزايد بمحيط المدينة أصبحت تثير مخاوف كبيرة لدى سكان المنطقة وفي مقابل ذلك تثير تساؤلات عديدة من تزايدها والذي يدل على غياب ونقص الإجراءات المتعلقة بالسلامة والأمن الصناعيين من طرف مسؤولي هذه الشركات؛ فمعروف أن محيط المدينة ملغم بمئات أنابيب الغاز والبترول العابرة في كل اتجاه زيادة على وجود بعضها مار بوسط المدينة؛ كما أنه توجد المئات من المنشآت النفطية القريبة والمحيطة بالمدينة؛ لكل هذا أصبح بالضرورة بمكان اتخاذ إجراءات متشددة فيما يخص السلامة والأمن الصناعيين للحفاظ على هذه المنشآت وعدم حدوث المزيد من الحرائق بها والتي قد تشكل خطورة بالغة على سكان المنطقة؛ إلا أن الواقع في الميدان يعكس ذلك حيث توجد عديد الآبار النفطية والغازية بمحيط المدينة من دون حماية فأغلبها لم يوضع لها حتى سياج خاص بها ما يفسر اللامبالاة والتسيب من طرف مسؤولي هذه الشركات زيادة على وجود عديد القواعد التابعة لهذه الشركات خاصة بمنطقة إرارة؛ ويوجد بها عتاد قديم مرمي بالقرب من هذه المنشآت القريبة من هذه القواعد وهو ما أصبح يهدد السلامة والأمن الصناعيين ويدعو إلى اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر؛ من جهة ثانية يطالب عديد سكان المنطقة الوزارة الوصية بالتدخل لوضع حد لهذه اللامبالاة وعدم الاهتمام من طرف مسؤولي هذه الشركات وهذا بفتح تحقيق بمنشآت وقواعد هذه الشركات خاصة المحيطة بالمدينة.