فرضت مشاركة الفريق الوطني في مونديال كرة القدم 2010 سلعا جدية على السوق الوطنية، من ألعاب، قبعات، قمصان وحتى ألبسة نسوية، التي خلت مؤخرا على الخط لتناصر الفريق الوطني، كل واحدة من زاويتها حتى لا تفوّت على نفسها الشعور بحلاوة مناصرة فريقها كممثل للعرب في جنوب إفريقيا. جولة واحد بأسواق العاصمة من باب الوادي الى أول ماي وصولا الى بومعطي وغيرها من الأسواق الشعبية في الجزائر، حيث استبدت الألوان الوطنية بوجهها ولم تعد ترقب من السلع المعروضة إلا أحمرَ وأخضرَ وقد تنوّع بين لباس وألعاب وقبعات ورايات تنتظر جمهورها المناصر للفريق الوطني. ولم يعد جمهورها مقتصرا على المناصرين الشباب، كما هو معروف ببقية الأندية الرياضية، بل تعداه الى شريحة الفتيات وحتى النسوة اللاتي وجدن ضالتهن في ظل العرض الواسع من فساتين منزلية تحمل الألوان الوطنية، وكانت تلك بالنسبة إليهن بمثابة الفرصة للإحساس بنشوة المناصرة، خاصة وأن الأغلبية الساحقة منهن ممنوعة من الخروج إلى الشارع والاحتفال بانتصارات الخضر. ولم تتمنع النساء عن اقتناء ما يلزمهن من فساتين، كما وجدت الكثيرات منهن أنفسهن مجبرات على اقتناء ألبسة للأطفال من باب أولى، لكن إصرارهم على الحصول عليها أكبر من رغبة الآباء في دفعها بحجة أثمانها الباهظة أو ارتفاع تكاليفها مجتمعة عن قدرتهم الشرائية. وقد وجدت بعض العائلات نفسها في حيرة وهي لا يفصلها عن اقتراب العرس الكروي إلا أياما، وجلّ أفرادها يطلب نصيبه من ألبسة التشجيع والمناصرة، لكن البعض منهم درس القضية منذ فترة ووزّع مشترياته على أفراد العائلة منذ فترة، ووفّر لكل شريحة ما يلزمها من أدوات التشجيع، منتظرين السلع الجديدة لتكون أقل ثقلا على الميزانية في الأيام القادمة. ولم تغفل العائلات الجزائرية، موازاة مع هذا التحضير، الذي تعتبر جلّ البيوت نفسها معنية به، أن تقتني آخر الأشرطة الغنائية التي تشجع أشبال سعدان وتتغنى بانتصاراتهم السابقة، متمنية أن لا تتوقف الانتصارات على مباراة ساحل العاج في كأس أمم افريقيا، ومستجدية تسجيل المزيد من الأهداف. ولعلّ هذا ما دفع بالكثيرين منهم إلى شراء كرات قدم تقديسا لهذا العرس الكروي وشوقا الى أن تكون مشاركة الخضر في المجموعة الثالثة موشحة بأهداف تهز شباك الخصم. ومهما كانت نتيجة وترتيب الفريق الوطني في مونديال جنوب إفريقيا، فإن الفائز الأول في الجزائر هم الباعة الذين زيّنوا أسواق الجزائر بالألوان الوطنية، لتتزين جيوبهم بأموال خططوا جيدا لاقتناصها بصنارة الروح الوطنية.