يبدو أن حمى كرة القدم لم تستثن صغيرا ولا كبيرا في الجزائر. والمتجول في ساحة العاصمة هذه الأيام يلحظ تلك الألوان المميزة للعلم الوطني التي ملأت رفوف ومداخل المحلات التجارية المختلفة، وحتى الشباب البطال وجد منصب شغل مؤقت قبل موعد مباراة الفريق الوطني لبيع الأعلام الوطنية والملابس وكل ماله علاقة بكرة القدم، في خطوة استباقية لفرحة يريدها الجميع أن تكتمل، بإذن الله، يوم الرابع عشر من نوفمبر الجاري بتأهل الفريق الوطني لكاس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. تزينت مختلف شوارع العاصمة الشعبية من باب لواد الى ميسوني مرورا بساحة الشهداء والبلديات المجاورة كالحراش وباب الزوار والدار البيضاء وغيرها. بنقاط بيع الرايات الوطنية والقمصان وكل ما يتعلق بالفريق الوطني الجزائري لكرة القدم. ويبدو ان حمى الكرة لم تستثن أحدا في الجزائر، وهو ما لاحظناها من خلال الإقبال الكبير على اقتناء الرايات الوطنية من مختلف الأعمار والأجناس فمنهم من اقتنى علما ومنهم من اقتنى قميصا وآخرون فضلوا تزيين سياراتهم وشرفات منازلهم برايات عملاقة، والجميع ينتظر بفارغ الصبر يوم الرابع عشر من نوفمبر للاحتفال بنصر الفريق الوطني الذي يراه الكثيرون ان شاء الله قاب قوسين أو ادنى من أن يصبح حقيقة. معامل الخياطة استفادت من كعكة المونديال أبدع أصحاب معامل الخياطة في صنع أشكال وأنواع من أغطية الرأس والقمصان وغيرها من الملابس والإكسسوارات التي تحمل الراية الوطنية مع شعارات يعشقها الاطفال قبل الكبار، مثل ''معاك يالخضرا ديري حالة'' وغيرها من الشعارات التي سكنت قلوب الجزائريين منذ انطلاق منافسات مباريات الفريق الجزائري المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا. ويبدو ان معامل الخياطة قد وجدت ضالتها في شباب متعطش للفرحة ومواطنين لا يهمهم ثمن ما يقبلون على شرائه مادام يحمل العلم الجزائري. واغلب عشاق كرة القدم من جيل اليوم لم يعيشوا انتصارات الخضر السابقة وكل ما يعرفونه هو تاريخ ذهبي لفريق في الثمانينيات أو قبلها، ولا احد يمنعهم اليوم من إظهار فرحتهم التي استطاعت بعض معامل الخياطة استغلالها جيدا قبل موعد المباراة لزيادة ربحها ونسبة المبيعات، خاصة أن الفريق الوطني سجل انتصارات متتالية جعلته محل اهتمام العديد من فئات المجتمع من مختلف الأعمار، ومن الجنسين وحتى من كبار السن الذين شدهم الحنين لانتصارات الخضر السابقة. حتى الرضع لم يستثنوا من تشجيع الفريق الوطني لم يكن الاطفال مستثنين كعادتهم من المشاركة في تشجيع الفريق الوطني، فهم كالعادة في مقدمة المستفيدين فلم تخلُ المنتجات التشجيعية من ملابس الاطفال مثل القمصان والقبعات والأحزمة التي توضع على اليد وحتى الفتيات الصغيرات كان لهن نصيبهن من هذه المنتجات، فقد صنعت معامل الخياطة أغطية للرأس وفساتين بلون العلم الوطني مخصصة للفتيات الصغيرات. وحتى الرضع كان نصيبهم وفيرا من خلال ملابس للفريق الوطني لأقل من سنة، فلم تستثن هذه الفئة الصغيرة من المشاركة في تشجيع الفريق الوطني. ومواكب الأعراس بالرايات الوطنية انتقلت حمى تشجيع الفريق الوطني الى الأعراس فقد استغنى الكثير من مواكب الأعراس عن فرق الزرنة بعد ان عوضتها هذه الأيام أغاني الفريق الوطني المختلفة التي تخرج من السيارات المرافقة لموكب العروس. الملاحظ ان عرائس هذه الأيام لن يزعجهن تغيير الزرنة بأغانٍ رياضية فكل شيء يهون في سبيل رفع الراية الوطنية وتحقيق النصر. والطريف في الامر ان حتى مراسم تصديرة العروس ترافقها بعض الأغاني الرياضية، وقد بلغ الامر في بعض الأعراس بتغيير الأغنية التي ترقص عليها العروس بالفستان الأبيض في نهاية تصديرتها من الحوزي الى أغنية بلادي ساكنة في قلبي التي راجت مؤخرا لتشجع الفريق الوطني .