أكد تجار عملة في الأسواق الموازية المنتشرة في المدن الكبيرة، للشروق، ظهور زبائن غير معتادين في الأسواق يشترون اليورو والدولار من دون السؤال عن سعره، وبكمية كبيرة تصل أحيانا إلى عشرة آلاف يورو أو أكثر دفعة واحدة بسعر يفوق المائتي مليون سنتيم، وهو ما جعله يصل إلى مستوى 20300 دج لكل مئة يورو، لأول مرة منذ أن ظهرت هذه العملة الأوروبية في الساحة الاقتصادية العالمية، وربط أهل السوق وتجاره هذه الحركية الغريبة والفريدة من نوعها، بالخطاب السياسي الجديد وأيضا بالحالة الاقتصادية وحتى النفسية التي تعم حاليا، وزرع الخوف في قلوب الناس. ففي الوقت الذي أبهجت الأسعار الجديدة أبناء الجالية الجزائرية في فرنسا الذين مازالوا يتوافدون على مختلف المدن، وبلغ عددهم حسب تصريح رسمي لأول مرة في الصائفة، رقم المئتي ألف مهاجر دخلوا أرض الوطن، ومن مختلف دول العالم بسبب الأرباح التي جنوها خاصة أنهم المموّل الأهم لسوق العملة الصعبة الموازية في الجزائر، فإن الوضع يوحي بارتفاع غير مسبوق في مختلف المواد، خاصة بعد الدخول المرتقب أو العودة القوية لتجارة "الكابة"، التي تبخر نشاطهم أمام الحاويات في سنوات الرخاء والانفتاح على كل الأسواق الآسيوية في السنوات الأخيرة. وقال تجار العملة الذين تحدثت إليهم الشروق، إن تراجع سعر العملة من دون 20 ألف دينار جزائري لكل مائة يورو صار مستحيلا، وتكهنوا ببلوغه سعر 22000 لكل مائة أورو، قبل نهاية السنة الحالية، لأن الارتفاع القياسي الحالي، تزامن مع توقيت يقل فيه الطلب بعد انقضاء موسم الحج، وبعيدا عن موسم مناسك العمرة والسياحة وعودة المهاجرين إلى أرض الوطن، وهو ما يعني بأن الأسعار الحالية مرشحة للبقاء في الفترة القادمة، أما عن هوية الغرباء الذي اكتسحوا السوق وفرضوا غلبة الطلب على العرض فهم بين الأثرياء الجدد الذين يعملون على فتح حساب في بنوك أجنبية أو شراء العقار في إسبانيا أو تركيا، أو الذين قرروا السعي لمغادرة البلاد بصفة نهائية لتفادي الأزمة المحتملة التي ستعيشها البلاد خلال السنوات الخمس القادمة خاصة أن مؤشرات توحي بانهيار أسعار العقار في الجزائر، في الفترة القادمة، وهو ما جعل بعض الأثرياء يفكرون في استثمار أموالهم ولو في وضعها في البنوك الأجنبية بدل تركها هنا، لإضافة إلى عودة تجار الحقائب وعددهم كبير الذين يتنقلون إلى اسطنبول أو مارسيليا ويكتفون ببيع القليل وربح القليل.