في سابقة تاريخية ولأول مرة منذ توحيد عملة الأورو بالاتحاد الأوروبي، وصل سعر صرف هذه العملة في السوق الموازية عبر مختلف أرجاء الوطن إلى 14 ألف دج لكل 100 أورو، متأثرا بالارتفاع الطفيف في البورصة العالمية وتفوقه على الدولار، أما داخليا فإن حمى الحجاج رفعت قيمته من 13 ألف دج إلى 14 ألف دج في ظرف 4 أيام متعاملون تجاريون يشترون الأورو من البنوك ويبيعونه في السوق الموازية أسعاره عبر البنوك تصل 10.76 ألف دج لكل 100 أورو، والدولار يتراجع ومنذ توحيد العملة الأوروبية في جانفي 2002، والتي انضوت تحتها منطقة ”اليورو”، لم تشهد أسعار عملة الأورو أرقاما قياسية عند الصرف سواء عبر البنوك الوطنية أو عبر السوق الموازية المحلية مثلما يحدث هذه الأيام بسبب حمى الحجاج الذين قفزوا بالأورو إلى 14 ألف دج لكل 100 أورو، بعد أن كان عند 13 ألف دج قبل 4 أيام، وقبل أسبوع فقط كان لا يتجاوز 12.65 ألف دج، وهي أرقام تعكس ”الحمى” التي أصابت الحجاج، وتفتح في المقابل عدّاد الأرباح بالنسبة لتجار البورصة الموازية ”ببورسعيد” بالعاصمة وجهات أخرى من الوطن، إذ تم الاتفاق بين هؤلاء التجار على توحيد سقف الصرف وطنيا، ولم يحدث أن بلغت حمى الحجاج هذه الدرجة. ويرى المتتبعون أن انخفاض سعر الذهب في السعودية وارتفاعه محليا وراء هذا الغليان، رغبة من بعض الحجاج في أداء مناسك وتجارة مربحة، وبالرغم من احتفاظ سعر تداول الأورو عبر البنوك المحلية على توازنه، بتسجيل ارتفاع طفيف، حيث وصل إلى 10.76 ألف دج عند البيع، وب 10.14 ألف دج عند شرائه من الزبائن، إلا أن السوق الموازية انتفضت ورجحت الكفة لصالح التجار بتسجيلهم أرباحا يومية تتجاوز ال 10 ملايين سنتيم. الموازين انقلبت في السوق الموازية ويؤكد تجار البورصة الموازية بالعاصمة في دردشتنا معهم، أن الا دخارات التي وفروها سابقا من عملة الأورو، بدأت تنفد، بسبب الإقبال المتزايد للحجاج، إلى جانب عملاء السوق الأوروبية وموظفين أجانب على سوق الصرف، حيث تتعدى أوراق الصرف اليومية 2 مليون أورو عموما، ولم تتجاوز من قبل ال 5 آلاف أورو في المعدل اليومي، فيما تراجع سعر صرف الدولار إلى 9700 دج لكل 100 دولار، ونفس الشيء بالنسبة لليوان الصيني الذي لا يتعدى ال 760 دج عند البيع، وهي مؤشرات تؤكد تراجع قيمة العمليتين دوليا، إذ تمكّن الين الياباني من تجاوز الدولار بنحو 82 ينا في البورصة العالمية، وتجاوزه الأورو ب 1.83 أورو، وتؤكد أيضا عدم اهتمام الجزائريين بهما حاليا، للإقبال المتزايد على الأورو، وزيادة التعامل به تجاريا واقتصاديا. وبالتالي، فإن الموازين انقلبت في السوق الموازية، حيث كانت تشهد إقبالا منقطع النظير على الدولار، والآن أصبحت تعجّ بطلبات الأورو. وأشار تجار هذه البورصة إلى خطر آخر ساهم في رفع قيمة الأورو، لإنعاش السوق الموازية على حساب البنوك الوطنية، ويمثله المتعاملون الاقتصاديون الناشطين في سوق المبادلات التجارية، إذ يشترون الأورو من البنوك المحلية ويبيعونه في البورصة الموازية، لدّر أرباح دون معاناة، ولو أن التجار تحفظوا في هذا الشأن، إلا أن الخطر يتربص باحتياطي العملة الصعبة لدى البنوك، ويتطلب حذرا ورقابة على المتعاملين.