الجدل الذي أثرته في بلدي خدمني أكثر مما أضر بي هي أول امرأة سعودية دخلت عالم الفن السابع، أطلقت العنان لعدستها لتكشف خبايا المجتمع السعودي، تحدت مواطنيها الذين ادعوا بأنها تنادي بالتخلي عن العادات والتقاليد وتهيّج المجتمع وتحرض للابتعاد عن الدين، وهي التي دافعت عن المرأة العربية والسعودية بشكل خاص في أفلامها. إنها المخرجة السعودية هيفاء المنصور، التقتها "الشروق اليومي" رفقة زوجها الدبلوماسي الأمريكي برادلي نيمن فكان معها هذا اللقاء. = تعتبرين أول امرأة سعودية اشتغلت في السينما، كيف جاءتك الفكرة، ألا ترين أنها جرأة منك خاصة في مجتمع محافظ كالمجتمع السعودية؟ == كانت عندي رغبة شديدة في التعبير عن أفكاري وأحاسيسي كامرأة سعودية، ولم يكن هدفي أن أكون جريئة أو أن أتحدى المجتمع، وإنما التعبير عن نفسي وعن جيلي لا أكثر، لأن الفيلم السينمائي هو أداة من الأدوات التي تسمح لأي مجتمع بإعادة اكتشاف نفسه، ومن هنا بدأت رحلتي في عالم الفن السابع بالرغم من أن دراستي في الأدب الانجليزي المقارن، فتوجهت إلى جامعة سيدني بأستراليا لدراسة مفاتيح هذا الفن، وتحصلت على ماجستير في الإخراج والنقد السينمائي. = و كيف كانت ردود أفعال المجتمع السعودي؟ == وجودي كمخرجة سينمائية أثار من حولي الكثير من الجدل، وكان ذلك في صالحي، لأنه قدمني للجمهور وأعطاني نوعا من الشهرة في بداياتي، كما تلقيت رسائل بريدية تتسم بالكراهية ورسائل نصية عدائية، ومع ذلك لا يوجد ما يقمعني. = وماذا عن عائلتك؟ == لم أقع في مشاكل مع عائلتي، بالعكس فقد تقبلوا الأمر ورحبوا بالفكرة بشدة، ربما السبب في ذلك يعود إلى ميول عائلتي الفنية فوالدي - رحمه الله - كان من رواد الشعر الحر في السعودية. = قمت بتصوير أول أفلامك داخل السعودية، هل تلقيت صعوبات في الحصول على التصاريح؟ == لم أكن بحاجة إلى تصاريح، لأنني صورت الفيلم في بيتي ووسط عائلتي وبإمكانيات محدودة جدا، لكن لا أعتقد أنه ثمة صعوبة في الحصول على تصريح للتصوير، لأن السعودية بلد متفتح وليس كما يتوقعه غالبية الناس، بأننا نعيش في بلد منغلق ومنطوي، صحيح أن المجتمع السعودي محافظ جدا لكنه مثير في نفس الوقت، والدليل على ذلك أفلامي التي قمت بإخراجها والتي شاركت بها في عدد من المهرجانات الدولية، دون أن أنسى دور وزارة الإعلام المساندة لنا ودعمها المتواصل للمخرجين الشباب. = هناك من يقول أنك تنادين بالتخلي عن العادات والتقاليد وتهيّجين المجتمع وتحرضينه من خلال أفلامك على الابتعاد عن الدين، ما ردك؟ == أبدا هذا غير صحيح، والدليل على ذلك أعمالي التي تنادي بحقوق المرأة العربية في إطار الدين والعادات والتقاليد التي يفرضها المجتمع الذي تنتمي إليه، مع المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجال في بعض المجالات، وأنا شخصيا لا أحب التطرق إلى المواضيع المخلة بالآداب أو المواضيع ذات صلة بالجنس مثلا، ليس لأنني من بلد محافظ، وإنما لأنني إنسانة خجولة جدا وأنا فتاة شرقية ولا يمكنني الحديث عن هذه المواضيع بسهولة، فأنا أنتمي إلى مجتمع محافظ، لكن هناك هامش من الحرية كأن أقدم قضايا مهمة في المجتمع وأن أحيط العدسة بشكل معين وأن أنقل هذه المشاكل بشكل راق. = نما هو جديدك؟ == أعكف حاليا على التحضير لأول فيلم روائي لي حول الأطفال.