أعلن الجيش التركي، الاثنين، أنه يشن منذ، الأحد، عملية استطلاع في محافظة إدلب السورية بهدف إقامة منطقة لخفض التوتر. وأفاد البيان، أن "القوات المسلحة التركية بدأت في 8 أكتوبر أنشطة استطلاع بهدف إقامة مراكز مراقبة في إطار العملية التي ستتم في محافظة إدلب". وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن، السبت، انطلاق عملية عسكرية جديدة داخل سوريا تنفذها فصائل من المعارضة السورية المسلحة بدعم من الجيش التركي. وتعد العملية جزءاً من الجهود التي تبذلها تركيا إلى جانب روسيا وإيران لإقامة المنطقة تماشياً مع الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال محادثات السلام التي جرت في أستانة بهدف وضع حد للنزاع الدامي في سوريا. واتفقت الدول الثلاث على إقامة أربع مناطق لخفض التوتر في سوريا تمهيداً للمفاوضات. وهناك حالياً ثلاث مناطق يسري فيها اتفاق خفض التوتر تضم الغوطة الشرقية قرب دمشق ووسط حمص إضافة إلى أجزاء من جنوبسوريا حيث تراقبها قوات من الشرطة العسكرية الروسية. وتخضع إدلب بمعظمها لسيطرة هيئة تحرير الشام، وهي مجموعة تعد أبرز مكوناتها جبهة النصرة سابقاً، والتي قامت بطرد المقاتلين المعارضين الأكثر اعتدالاً خلال الأشهر الأخيرة. وستحتاج القوات المؤيدة لتركيا إلى انتزاع المنطقة من قبضة هيئة تحرير الشام للسماح للقوات الإيرانية والروسية والتركية بإقامة منطقة خفض التوتر. وكانت آخر مرة تنخرط القوات التركية على الأرض في سوريا في أوت 2016، عندما أطلقت أنقرة عملية درع الفرات التي استمرت ثمانية أشهر ضد المقاتلين الإسلاميين المتشددين والأكراد في محافظة حلب الواقعة في شمال البلاد. وفي تفسيره لأسباب التدخل التركي الأخير قال أردوغان، الأحد: "إذا تجاهلنا التطورات في سوريا، فهل سننجو من تداعيات الأزمة؟". وأضاف "لهذا السبب لا نذهب نحن إلى سوريا بل سوريا تأتي إلينا". ورغم أن موسكو تدعم الرئيس السوري بشار الأسد فيما تؤيد تركيا فصائل في المعارضة تسعى إلى الإطاحة به، إلا أن البلدين عملا معاً بشكل مكثف خلال الأشهر الأخيرة في محاولة لإنهاء النزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 330 ألف شخص حتى الآن.