خرج المئات من سكان حيّ بحيرة الطيور القصديري، الواقع بوسط مدينة سكيكدة، الخميس، في حركة احتجاجية عارمة، يناشدون من خلالها السّلطات الولائية ضرورة التعجيل في الترحيل، نحو السكنات الاجتماعية، التي قالوا بأنها جاهزة بكلّ من الزفزاف ومسيون. ودعا المئات من الغاضبين، نساء ورجالا، الوالي والسلطات الوصية والمسؤولة، إلى العمل على ترحيلهم وتخليصهم من الجحيم الذي يعيشونه داخل أكواخ حيّ بحيرة الطيور، الحيّ الذي يحتوي على نحو 800 كوخ قصديري فوضوي، تعيش فيه نحو ألف عائلة منذ أزيد عن ثلاثين سنة كاملة. وقال المحتجون الغاضبون، الذين تجمهروا أمام المجمع الإداري الواقع بحيّ السيسال، بأنّهم لم يعودوا قادرين على تحملّ الظروف المأساوية والكارثية داخل هذه الأكواخ الفوضوية، التي تفتقر إلى شبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي، وتنعدم بها أدنى ضروريات الحياة البشرية، لكون منطقة بحيرة الطيور تقع أسفل جبل مسيون، في تضاريس صعبة، يعاني فيها كبار السنّ والتلاميذ خصوصا من وضعية صعبة، تحرمهم في الكثير من المرات من التوجه إلى مدارسهم، بينما تتحول الشبكات العنكبوتية للكهرباء العشوائية التي تزوّد أكواخ الحيّ إلى أفخاخ للسكان والتلاميذ، لا سيما في فصل الشتاء والرياح بسبب سقوطها في الطرقات، وتسببها في الكثير من المرات في احتراق عدد من الأكواخ جرّاء الشرارات الكهربائية الناجمة عن الربط العشوائي. وقال الغاضبون بأنّهم لا يحسّون بطعم الحياة داخل هذه الأكواخ، وبأنّهم أقرب إلى الموت منهم إلى الحياة، ومن غير المعقول أنّهم يتحملون المزيد، لأنّ قضاء ما يزيد عن 30 عاما داخل هذه الأكواخ، يعني أنّ نصف عمرنا ضاع.. ضاع في المآسي والبالوعات والبحث عن قطرة ماء. وناشد المحتجون السلطات الترحيل عاجلا وليس آجلا، حتّى لا يكونوا مرّة أخرى في قلب معركة انتخابية بين الأرندي والأفلان، قائلين بأنّ الكثير من الأحزاب تلاعبت بهم وبمشاعرهم في الكثير من المرات، وأنه آن الأوان ليأخذوا حقهم قبل انطلاق الحملة الانتخابية. يحدث هذا، في وقت توسعّت فيه رقعة الغضب والاحتجاجات على السكن في الأيام والأسابيع الأخيرة، بولاية سكيكدة، إذ خرج المئات من المكتتبين ضمن حصة 200 وحدة سكن ترقوي مدّعم بمسيون في حركة احتجاجية، للمطالبة بمعاقبة المقاول وإرغامه على استكمال أشغال المشروع الذي يراوح مكانه منذ نحو عشر سنوات كاملة، وخرج المستفيدون من السكن الريفي بحمادي كرومة في احتجاج عارم للمطالبة بتجسيد مشاريعهم السكنية على أرض الواقع. وبعزابة، خرج طالبو السكن الاجتماعي في اعتصام حاشد أمام مقر الدائرة للمطالبة بالترحيل قبل الانتخابات المحلية. وبدائرة عين قشرة، يواصل طالبو السكن الاجتماعي الضغط من أجل الإسراع في إعلان قوائم السكن الاجتماعي، بينما تتواصل الاحتجاجات بالزفزاف. ويهدد سكان المدينة القديمة بالخروج في حركة احتجاجية عارمة بسبب إقصائهم من برامج الترحيل الحالية، في الوقت الذي يعيشون فيه ظروفا قاسية وكارثية.