حيث كان المجتمع يتمثل بالمرأة ب«الحايك” في وقت سبق لكن مع مرور الوقت أصبح هذا الرداء منبوذا من قبل المجتمع، كما أصبحت الجدات محلا لمضايقات الجيل الجديد الذي بات يعتبر من تلبس الحايك إمرأة غير عصرية في المقابل إستبدلت بنات حواء هذا الرداء بالنقاب أو الحجاب العصري الذي عرف إنتشارا واسعا بالأسواق، إلا أن حجاب الفيزو والجينز غزى شوارع الجزائر بالفترة الأخيرة ولم تعد المرأة المحجبة تجد حرجا في إرتداء غطاء يبرز نصف شعرها أو “جينز” ضيقا يبرز مفاتنها غير محترمة تعاليمها الإسلامية، كاسرة المعنى الحقيقي للحجاب الشرعي وهو ما جعله يتحول من إلتزام ديني إلى موضة حجاب يكاد يتشابه مع رداء المتبرجات اللواتي أصبحن يرتدين ملابس محتشمة على ملابس المحجبات، وما زاد الطين بلة هو التصرفات غير الأخلاقية التي تبدر منهن أمام العيان من تدخين الأرجيلة إلى طقوس العشق بالحدائق، وهو ما شوه صورة الفتاة الملتزمة لدى الجنس الخشن الذي بات يضعها بمرتبة الفتاة المتبرجة، هذا ما دفعنا للقيام بجولة قادتنا إلى شوارع العاصمة لنسلط الضوء على ظاهرة الحجاب العصري، حيث شاهدنا شابات يرتدين ملابس فاضحة إلا أنهن يضعن غطاء على رؤوسهن فإقتربنا من إحداهن وقد علمنا منها أنها لاتجد أي مانع في إتباع المرأة المحجبة الموضة بإرتداء جينز السليم، بينما أردفت صديقتها قائلة أن الإلتزام لايجب أن يحرم المرأة من إرتداء ملابس كغيرها من المتبرجات، حيث تجد أن اللباس الشرعي يظهرها كبيرة عن سنها، في حين لاحظنا أن كشف شعر المحجبات أو وضع ربطات شبيهة بنجمات المسلسلات الخليجية والعربية باتت لوحدها ضربا من صيحات الموضة التي تحرص بنات حواء على التماشي وراءها، حيث لاحظنا أن عددا كبيرا من النسوة سواء من طالبات الجامعة أو العاملات يكشفن خصلات شعرهن دون حرج، كما يرتدين ملابس فاضحة إمتزجت بين التنورات أو سراويل البنتاكور القصيرة التي تكشف أرجلهن وحتى قميصا قصيرا أو شفافا يبرز مفاتنهن، حيث بررت جميع من تحدثن إليهن الأمر برغبتهن في إتباع الموضة خاصة أنها أصبحت -حسب قولهن- من متطلبات الحياة العصرية التي لا يستطعن الاستغناء عنها حتى وإن كن محجبات فمن حقهن إتباع موضة المتبرجات. لكن ما زاد الطين بلة هو مبالغة بعض المحجبات في إرتداء “الفيزو” الضيق الذي يبرز ملامح آجسادهن مع قميص قصير مكتفين بغطاء الرأس أو حتى كشف أجزاء من أجسدهن، وهو ما بات يشوه صورة