قالت السلطات المصرية، السبت، إن 53 شخصاً من قوات الأمن قتلوا في اشتباكات مع مسلحين في منطقة الصحراء غربي العاصمة القاهرة، حسب ما نقل موقع قناة "بي بي سي عربي". وأطلق المسلحون النار على القوات - التي تضم أفراداً من الجيش والشرطة، أثناء مداهمة مخبأهم بالقرب من الواحات البحرية، إلى الجنوب الغربي من القاهرة، حسب ما أوضح بيان وزارة الداخلية. وتتواصل المداهمات وعمليات التمشيط للمناطق الصحراوية بالقرب من مسرح الهجوم بالتعاون بين قوات من الجيش مدعومة بالطيران الحربي وقوات العمليات الخاصة التابعة للشرطة في العملية قرب الكيلو 135 بطريق الواحات في الجيزة. وقالت الداخلية في بيان عن الحادث، إن "معلومات وردت لقطاع الأمن الوطني تفيد باتخاذ بعض العناصر التي وصفتها بالإرهابية للمنطقة المتاخمة للكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء مكاناً لاختبائها". وأضاف البيان، أنه حال اقتراب القوات واستشعار تلك العناصر بها قامت بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها حيث قامت القوات بمبادلتها إطلاق النيران. وأوضح مصدر بوزارة الداخلية، أن القتلى هم 35 مجنداً، و18 ضابطاً (10 ضباط عمليات خاصة، و7 ضباط بالأمن الوطني، وضابط بالمباحث). كما قتل في الاشتباكات 15 مسلحاً، لم يعرف بعد الجهة التي ينتمون إليها، ولكن في الآونة شنت جماعة تطلق على نفسها اسم "حسم" عدداً من الهجمات ضد قوات الأمن. وتصف السلطات المصرية "حسم" بأنها جناح مسلح لجماعة الإخوان المسلمين، وهو اتهام تنفيه الجماعة التي تؤكد على سلميتها. "رداءة الاتصالات" وثمة اعتقاد بأن قوات الأمن تحركت في صحراء مصر الغربية بعدما وردت معلومات بشأن وجود مخبأ محتمل للمسلحين هناك. لكن حسب مصدر أمني، تعرض رتل القوات لهجوم شنه المسلحون باستخدام قذائف صاروخية وعبوات ناسفة. وما زاد الوضع سوءاً أن المسلحين كانوا على دراية جيدة بالمنطقة، بينما لم يتمكن قائد القوات من طلب تعزيزات برية أو جوية بسبب رداءة الاتصالات في الصحراء، حسب المصدر. وقُتل المئات من أفراد الجيش والشرطة في هجمات خلال السنوات الأخيرة، أعلن مسلحون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليتهم عن كثير منها. وأعلنت السلطات في مصر الشهر الحالي حالة الطوارئ مجدداً بعد انقضاء حالة الطوارئ التي فرضت منذ العاشر من أفريل الماضي واستمرت ستة أشهر. وتشن قوات الأمن والجيش حملة عسكرية موسعة في شمال سيناء منذ سنوات، تستهدف القضاء على الجماعات المسلحة في شبه الجزيرة الواقعة شمال غربي مصر. وتشهد سيناء نشاطاً مكثفاً لمسلحين متشددين منذ أواخر العام 2013. من وراء الهجوم؟ مازال السؤال الغامض حتى الآن من يقف وراء هجوم الواحات الأعنف والغير مسبوق في هذه المنطقة بعد أن تركزت أغلب الهجمات في سيناء. منذ عزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في جويلية 2013 بدأت عدة كيانات متشددة في تنفيذ عمليات في محافظات مصرية مختلفة، ولكن هناك ثلاث فصائل أحدها في أغلب الأحوال وراء هذه الواقعة، وفقاً لموقع "هاف بوست عربي". 1- "داعش" يعد "داعش" التنظيم الأكثر خطورة في مصر نظراً لعدد العمليات التي قام بها ضد قوات الأمن المصرية سواء من الجيش أو الشرطة في سيناء أو حتى بعض محافظات الدلتا والقاهرة، والتي في أغلبها تخلف عدداً كبيراً من الضحايا، نظراً لقدرتهم على نصب الكمائن، والتخفي وراءها أو عن طريق التفجيرات الانتحارية، كما حدث في تفجير عدد من الكنائس في القاهرة والإسكندرية والغربية. 2- حركة "حسم" تعتبر السلطات المصرية، أن حركة سواعد مصر (حسم) هي الجناح المسلح لجماعة الإخوان المسلمين بعد 2013، ولكن الجماعة تنفي دوماً هذه الإدعاءات، مؤكدة على منهج سلمي لإنهاء الانقلاب العسكري في مصر، حسب تصريحات قيادات في الإخوان. "حسم" قامت بعدد من العمليات ضد الشرطة المصرية في القاهرة ومحيطها، وكان آخرها قبل عدة أسابيع عندما قتل عناصر الحركة ثلاثة جنود من الشرطة في محافظة الجيزة. وأيضاً في مطلع الشهر الجاري تبنى التنظيم تفجير عبوة ناسفة في سفارة ميانمار (بورما) في القاهرة، رداً كما قالت الحركة على ما تتعرض له أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار. 3- جماعة المرابطين مؤسس هذه الجماعة هو ضابط صاعقة مصري سابق يُدعى هشام علي عشماوي، انشق عن الجيش وأسس هذه الجماعة التي تعد قريبة في أفكارها من تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن. وكان عشماوي هو أحد القيادات الميدانية لتنظيم أنصار بيت المقدس الذي تحول اسمه إلى "ولاية سيناء" بعد مبايعته لتنظيم "داعش"، مما دفعه لترك "داعش" وتأسيس جماعة المرابطين، بسبب خلافه الفكري مع "داعش". رجَّحت مصادر أمنية بوزارة الداخلية المصرية، تورط عشماوي، في الهجوم لكون جماعته تتمركز في هذه المناطق، حسب صحف مصرية. واتهمت جماعة عشماوي في تنفيذ هجوم مماثل في منطقة الفرافرة غرب القاهرة أيضاً وخلف عدداً كبيراً من القتلى في صفوف الشرطة المصرية، عام 2014 وحكم عليه بالإعدام في هذه الواقعة. كما اتهم أيضاً بتنفيذ واقعة الاعتداء على حافلة كانت تقل أقباطاً أثناء زيارتهم إلى أحد الأديرة غرب محافظة ألمنيا في الصحراء أيضاً، والتي قتل فيها 29 شخصاً وأصيب عدد آخر.