من طرائف ونوادر حملة المحليات في ساعاتها الأولى، أن بعض المترشحين لعضوية المجالس المنتخبة، البلدية والولائية، أطلقوا وعودا لا تختلف عن "الأرانب" المهرولة بين الوديان والغيران، ومنهم من قايض الناخبين بالدجاج المحمرّ والمشمّر، مقابل "صدقة" انتخابية يوم 23 نوفمبر، ومنهم من أطلق الأغاني الشعبية والرايوية لاستقطاب متفرّجين! نساء بعض الأحزاب، فضلن هن الأخريات، على غرار ما حصل في التشريعيات، "ستر" وجوههنّ وإخفائهن عن الملصقات الإشهارية الدعائية، هو ما أدخل المواطنين في دوّامة التساؤل والاستغراب، ترسم علامات الاستفهام والتعجّب أمام الطريقة التي يُمكن بموجبها التعرّف على هوية ممثلاتهم ومنتخباتهم في البلدية أو الولاية في حال الفوز طبعا! ظاهرة أخرى، أثارت "فتنة" وسط الفضوليين، فبعض المترشحات في بعض الملصقات عبر بعض الأماكن، وعكس النساء التي دسّتن وجوههن، فضلن ارتداء ملابس الأعراس والحفلات، ربما بهدف "إغراء" الناخبين من الشباب والشيّاب للتصويت عليهن في إطار منحهم أصواتهم لدخول المجالس الشعبية بالبلديات والولايات ! مترشحون آخرون وهم من جماعة "متعوّدة دايما"، لم يكتفوا بإطلاق الأرانب، وإنّما أطلقوا أيضا "الثعالب"، فمنهم من وعد "العصاة" والخارجين عن الطريق المستقيم، والضالين، بإدخالهم الجنة وإنقاذهم من عذاب النار، ومنهم من وعد العاطلين عن العمل بتوظيفهم بالجملة والتجزئة، ومنهم من وعد الشباب والشابات بتزويجهم "باطل" ودون دفع مهور! قليل القليل من المترشحين، هم الذين تكلموا وسيتكلمون خلال ال21 يوما من عمر الحملة الانتخابية، عن برامجهم، وحلولهم وبدائلهم لحلّ المشاكل والاستجابة للانشغالات، أمّا الأغلبية الباقية غرقت وستغرق كعادتها في "الهدرة" و"الهفّ" والاستعراض الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولعلّ تجارب المحليات السابقة، تبقى شاهدة على خزعبلات الكثير من المترشحين! الأحزاب تبقى مسؤولة عن تدنّي الخطاب، بالنسبة للعديد من مرشحيها، ومسؤولة عن فرار الناخبين وعدم اكتراث المواطنين، ومسؤولة عن لغة المترشحين و"جياحتهم" ولجوئهم إلى السبّ والشتم والقذف والتراشق بالتهم، كبديل جاهز عن البضاعة التي يُمكنها أن تكون صادقة ومقبولة بالنسبة لهؤلاء وأولئك من الأوّلين والآخرين! لن تستوي "الهملة" ما لم يستو كلّ منشطيها، ولن يكون ذلك، إلا بالواقعية والمنطقية والصدقية، وبعيدا عن ضرب خط الرمل، وعقلية "الزمياطي" التي فرملت التنمية وقتلت المشاريع وحرّضت على الاحتجاج في أكثر من بلدية، والسبب يعود إلى أميار ومنتخبين نشطوا و"سخنوا البندين" حصريا خلال الحملة!