اتفق المحللون السياسيون خلال تقييم الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية التي نشطها المترشحون الستة، بهدف كسب أصوات الناخبين للوصول إلى رئاسة قصر المرادية، على أن الخطاب السياسي، كان عاطفيا، ومعتدلا ولم يخرج عن إطاره المألوف، بالرغم من تسجيل بعض الهفوات، من خلال تهجمات كلامية، مؤكدين أن مستواه سيرتفع بداية من الأسبوع الجاري، فيما حظي ممثلو المترشح عبد العزيز بوتفليقة بالخطابات الأكثر حماسية وواقعية والأقرب لاحتياجات المواطنين. لعقاب يدعو المترشحين بالتحلي بالموضوعية أوضح الأستاذ في كلية لإعلام والاتصال بالجزائر محمد لعقاب، في اتصال هاتفي أجراه مع السياسي أمس، أن الخطاب السياسي في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، اتخذ شقين وراح بين ممثلي الحملة الإنتخابية للمترشح بوتفليقة التي أبرزت المكتسبات المحققة خلال 15 سنة الماضية، وإظهار أهمية مواصلة مسيرة الإنجازات خاصة وأن البلاد تعرف استقرارا، وبين المنافسة التي عمدت إلى التشكيك في هذه المكتسبات، وأكد لعقاب أن الخطاب السياسي تميز بالحماسية، وكان طبيعيا وهادئا، ومعتدل حيث سجلت الحماسة في خطابات سلال، عمارة بن يونس وعمر غول، وهو ما ركز عليه مترشح العهدة الرابعة عبد العزيز بوتفليقة الذي دعا المترشحين إلى رئاسيات 17 أفريل القادم، إلى جانب مدراء الحملات الانتخابية للتحلي بالموضوعية، في إلقاء الخطابات والتركيز على تقديم برامج في المستوى ترقى وتطلعات المواطنين، وهو ما ذكر به عبد المالك سلال مرار وتكرار، إلى جانب اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات، والتي أشارت هي الأخرى للضوابط التي وضعها القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات والنصوص التطبيقية له ومختلف القوانين الأخرى ذات الارتباط، حرصا على حسن سير الحملة الانتخابية وضمانا لمصداقية العملية الانتخابية وشفافيتها، مانعة تشريع استعمال اللغات الأجنبية في الحملة الانتخابية والاستعمال السيئ لرموز الدولة، وهو الشيء الذي لمسناه على أرض الواقع أين خاطب جل المترشحين الجمهور باللغة العربية، كما عمل المترشحون على طرح برامجهم أمام المواطنين من خلال إبراز الخطوط العريضة لها، قصد تعريفيهم على ما يحمله كل واحد منهم على حدى للشعب الجزائري. بن يزة: ينتقد سلوك التنابز بالألقاب من جانبه، انتقد يوسف بن يزة أستاذ محاضر بقسم العلوم السياسية بجامعة باتنة، ومنسق مبادرة مشروع الشرف الإنتخابي ، سلوك التنابز بالألقاب الذي اعتمده بعض المترشحين، وهي الظاهرة التي حذر منها محدثنا كون أنها تؤثر على توجهات الجمهور، كما أردف أستاذ العلوم السياسية يقول، أنه أطلق مبادرة مشروع الشرف الإنتخابي مع إعلاميين وأساتذة جامعيين، قبل انطلاق موعد الحملة الانتخابية، ودعا فيه مختلف التيارات السياسية على مستوى القطر الوطني إلى تبني الأسلوب الحضاري في الخطاب السياسي، وتفادي استخدام العبارات غير العادية كالشتم والسب، ورفع مستوى النقاش السياسي بتجنب النعارات الجانبية واحترام أماكن وضع الملصقات الخاصة بالمترشحين الستة، التي كان قد شدد بوتفليقة على ضرورة الالتزام بها، وهو ما لمسناه على أرض الواقع، لكن جهات معينة خارج الانتخابات لم تحترم هذه القاعدة، وتوقع أن يرتفع مستوى النقاش السياسي بسبب التفاف الجمهور إلى وجود حدث مهم وهو نفس الشيء بالنسبة للمشاركة، وشدد ذات المتحدث على ضرورة النهوض بالخطاب السياسي ورفع مستوى النقاش ومستوى الوعي السياسي خلال الأسبوعين المتبقيين للحملة الانتخابية المقرر اختتامها يوم 13 أفريل القادم، ليرقى إلى المستوى المطلوب، ويمكن من التنمية السياسية في المجتمع الجزائري لكي لا تتأثر باقي القطاعات الأخرى. صالح سعود: بعض المترشحين تجاهلوا احترام مبادئ الديمقراطية من جهته أكد الخبير في الشأن السياسي الدكتور صالح سعود، أنه تبين خلال هذا الأسبوع، من الحملة الانتخابية بأنها تميزت مقارنة بالحملات الانتخابية التي عرفتها الجزائر في السابق، وبالخصوص ما تعلق منها بالرئاسيات، بخطاب سياسي حماسي عاطفي إيثاري أكثر مما هو عقلاني، مؤكدا أنه جاء لمخاطبة المشاعر، وأضاف ذات المتحدث يقول أن بعض المترشحين لم يحترموا فيه المباديء الديمقراطية إلى درجة تبادل التهم والتراشق بالكلمات سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.