يواجه رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي وأعضاء مكتبه الفدرالي مشاكل جديدة حولت الهيئة الكروية إلى أشبه حقل ملغوم بقنابل "داخلية وخارجية"، وهذا منذ انتخاب المكتب الحالي في 20 مارس الماضي، وتوالت "الأخبار السيئة" خاصة في الفترة الأخيرة التي شهدت بروز "مسلسل طويل عريض" للمدرب الإسباني المقال لويس لوكاس ألكاراز الذي لم "تتخلص" الفاف منه بعد لإصراره على نيل مستحقاته المالية كاملة غير منقوصة ما سيكبّد خزينة الفاف أكثر من 20 مليار سنتيم. HEADLINE – 5 + صورتين
"انقلاب أبيض".. مسلسل ألكاراز و"ورطة" المساعدين الإسبان حقل ملغوم بقنابل "داخلية وخارجية" يحاصر زطشي والمكتب الفدرالي م.علال يواجه رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي وأعضاء مكتبه الفدرالي مشاكل جديدة حولت الهيئة الكروية إلى أشبه حقل ملغوم بقنابل "داخلية وخارجية"، وهذا منذ انتخاب المكتب الحالي في 20 مارس الماضي، وتوالت "الأخبار السيئة" خاصة في الفترة الأخيرة التي شهدت بروز "مسلسل طويل عريض" للمدرب الإسباني المقال لويس لوكاس ألكاراز الذي لم "تتخلص" الفاف منه بعد لإصراره على نيل مستحقاته المالية كاملة غير منقوصة ما سيكبّد خزينة الفاف أكثر من 20 مليار سنتيم، وبرزت إلى السطح أيضا قضية مساعديه الإسبانيين كاناداس وكومبوس اللذان يبدو بأن الفاف لم تنه مهمتيهما مع الخضر، قبل أن تخرج إلى العلن أنباء عن قيام أطراف محسوبة على المكتب السابق بمحاولة "انقلاب" على المكتب الحالي. لا يكاد يمر يوم واحد على مستوى الاتحاد الجزائري لكرة القدم دون أن يحمل معه مشكلة جديدة، أو أنباء سيئة على كافة المستويات، وهي السمة البارزة التي أضحت تميز يوميات الرئيس خير الدين زطشي ومكتبه الفدرالي، الذي يوجد في مرمى نيران "المعارضة" بشقيها الداخلي والخارجي، بما أن مشاكل الاتحادية تعدت تورط "الأيادي الخارجية" إلى أخرى داخلية في محاولات التأثير على عمل زطشي ومساعديه، فما اصطلح عليه بمحاولة "الإنقلاب" على المكتب الحالي على هامش مباراة "السوبر" بقسنطينة يوم الأربعاء الماضي، لم يكن وليد تلك اللحظة، حيث سبق ل"الشروق" وأن كشفت مرات عديدة عن سيناريوهات متعددة لسحب البساط من تحت أقدام زطشي سواء عبر محاولات "الحرس القديم" أو حتى من داخل الاتحادية ذاتها، ولم يكن ذلك سوى نتيجة "تطاحن" أطراف بارزة ضمن المنظومة الكروية للظفر ب"الكعكة" والحصول على الامتيازات والتي يضمنها مجرد التواجد في الاتحادية أو الهيئات المنضوية تحت لوائها، في ظل "البحبوحة" المالية التي تنعم بها، والتي أضحت مطمعا لكل الأطراف المتناحرة سواء المحسوبة على المكتب السابق أو الحالي، والضحية دائما الكرة الجزائرية وخاصة المنتخب الوطني الذي دفع الثمن غاليا بدخوله النفق المظلم، مع تشعب المشاكل الداخلية التي أدت إلى تقسيم التشكيلة وزرع الشك وعدم الاستقرار وسطها. وعرّى الواقع الذي تمر به الاتحادية الجزائرية لكرة القدم اليوم، الوضع الذي تشهده المنظومة الكروية التي تعيش حالة "غير مسبوقة" بسبب الأزمة الطاحنة التي كانت نتاج الجمعية العامة الانتخابية التي جرت في 20 مارس الماضي، وما شابها من تدخلات وتوجيهات من وزير الشباب والرياضة وأطراف نافذة في السلطة. وحرّك هذا الأمر مشاعر الانتقام سواء لدى المؤيدين للمكتب السابق أو الحالي. وكشفت المستجدات الأخيرة أن الأزمة التي تعيشها الفاف اليوم لم تكن سوى فرصة لكلا "القطبين" لتصفية الحسابات والانتقام من أجل تحقيق مصالح ضيقة والحصول على الامتيازات والحفاظ على النفوذ.
زطشي منح المعارضة السّوط ل"جلده" ويبقى التساؤل مطروحا حول قيام المسؤولين الحاليين للفاف في كل مرة بإلصاق تهمة "التخلاط" ب"الحرس القديم"، رغم أن العديد من المؤشرات أثبتت تورط بعض مسؤولي الإدارة الحالية بدليل تسريب معلومات ووثائق مهمة على غرار عقد المدرب ألكاراز، فضلا عن منح المكتب الحالي الفرصة ل"معارضيه" قصد "جلده" أمام الرأي العام، من خلال ارتكاب أخطاء تقديرية فادحة في تعامله مع القضايا المهمة على غرار تسيير أزمة المدرب ألكاراز ومساعديه والظروف التي تم فيها تعيين المدير الفني السابق فضيل تيكانوين، والطاقم الفني للخضر بقيادة ألكاراز وخليفته الذي يقوده رابح ماجر وكذا الاتهامات المتبادلة بين لاعبي المنتخب الوطني. وجاء الحديث عن محاولة "الانقلاب" على المكتب الحالي بقيادة زطشي، ليحدث حالة طوارئ وسط الاتحادية، التي تقمص من خلالها عضو المكتب الفدرالي عمار بهلول دور "البطولة" في إحباط مخطط الانقلاب، رغم أن هذا الأمر لم يكن يستحق كل ذلك التهويل، إذا ما كان صحيحا ما يروج له المكتب الحالي بأنه يملك فعلا قاعدة صلبة ويحظى بدعم الجمعية العامة ودوائر "صنع القرار"، كما يبدو الحديث عن قيام رئيس لجنة التحكيم السابق خليل حموم المحسوب على المكتب السابق، بمحاولة لجمع توقيعات أعضاء الجمعية العامة قصد تقديم طلب عقد جمعية استثنائية لسحب الثقة من الرئيس، مبالغ فيه كثيرا، لأن من يقوم بهذا الأمر في "وضح النهار" ووسط تواجد جمع غفير من المسؤولين الحاليين للفاف، لن يكون على هذه الدرجة من "السذاجة" لفضح نفسه أمام الملأ. ويطرح تساؤل آخر حول حالة الطوارئ التي رفعها مسؤولو الفاف بقسنطينة إزاء ما يحدث بفندق "الماريوت" وحول طريقة تعاملهم مع هذه القضية وتهويلها، كون مسألة طلب عقد جمعية استثنائية منصوص عليها في القانون الأساسي للاتحادية التي يرأسها زطشي، وتخول لثلثي أعضاء الجمعية العامة تقديم طلب من هذا القبيل حتى ولو كان الأمر يتعلق باقتراح سحب الثقة من المكتب الحالي، الذي كان عليه التعامل مع هذا الأمر باحترافية، إذا ما كان يملك فعلا قاعدة متينة ويحظى بالدعم اللازم، وبالتالي لا داعي للتخوف من مواجهة أمور من هذا القبيل.
ألكاراز ومساعداه يمددان "كوابيس" زطشي ولا تقتصر مشاكل ومعاناة المكتب الفدرالي برئاسة زطشي على مواجهته لمحاولات "تنحيته" من طرف المعارضة، حيث يواجه أزمة امتدت فصولها منذ يوم 18 أكتوبر الماضي تاريخ "إنهاء مهام" المدرب ألكاراز، حيث فشل رئيس الفاف لحد الآن في إيجاد مخرج من هذه المشكلة بعد صلّب الإسباني من مواقفه ورفض كل المقترحات الودية التي قدمها له زطشي من أجل تعويضه جراء فسخ عقده من طرف الفاف، حيث يصر ألكاراز على الحصول على رواتب 21 شهرا (من شهر نوفمبر الحالي إلى غاية جويلية 2019) موعد نهاية عقده ما يعادل مبلغ مليون و260 ألف يورو (يتقاضى 60 ألف يورو شهريا)، وهو مبلغ كبير جدا سيستنزف خزينة الفاف ويكبّدها خسائر فادحة ستجعل زطشي حتما مرة أخرى في مرمى نيران الإعلام والمعارضة على حد سواء. واستفاق الرأي العام أول أمس على أزمة جديدة بعد أن أعلن مساعدا ألكاراز، كاناداس وكومبوس تحضير نفسيهما للسفر إلى الجزائر قصد المشاركة في تربص المنتخب الوطني استعدادا للقاءي نيجيريا وإفريقيا الوسطى، ليتضح بأن الفاف لم تفسخ عقديهما أو على الأقل لم تشعرهما عبر وثيقة رسمية بإنهاء تعاقديهما، ما جعلهما يقرران الحضور إلى الجزائر لممارسة عملهما وفق ما تمليه بنود العقد المبرم مع الفاف. وحسب مصدر عليم فإن الفاف هي من أرسلت لهما تذاكر السفر من إسبانيا إلى الجزائر، ما يضفي المزيد من الغموض حول هذه القضية، خاصة و أن الفاف مطالبة بتعويضهما عن كامل عقديهما إذا ما أرادت إنهاء مهمتيهما بشكل رسمي، حيث يتقاضى المساعدان مبلغ 5 آلاف يورو شهريا وبالتالي فإنهما سيطالبان بمبلغ 110 آلاف يورو لكل منهما، ما سيرفع من حجم التعويضات التي ستقدمها للفاف للطاقم الفني السابق إلى مليون 480 ألف يورو. وفي ذات السياق، قال مصدرنا بأن الرئيس زطشي عبر عن استعداده للاحتفاظ بمدرب واحد على الأقل في الطاقم الفني قصد تقليل الخسائر في انتظار ما ستسفر عنه الساعات القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع.