تعرض 5 أعوان شرطة بأمن ولاية عنّابة، وبعضهم من قوات مكافحة الشغب، صبيحة أمس، لجروح خطيرة، في أعقاب مواجهات عنيفة مع مواطنين من حي سيدي سالم الشعبي ببلدية البوني، بعد اصطدامات وعمليات رشق بالحجارة والقضبان الحديدية، إثر احتجاجات عارمة قام بها مئات المواطنين في ساعة مبكرة من الصباح، عندما خرجوا إلى الشارع والطرقات الكبرى، التي تم غلقها بالكامل بعد تسرب إشاعة قيام المصالح البلدية وسلطات دائرة البوني، بعمليات مسح وإحصاء للسكان المعنيين بالسكنات الاجتماعية المزمع توزيعها في غضون الشهرين المقبلين. وتقول أخبار غير مؤكدة بأن الإحصاء تم في حي بوعقادية دون غيره، بالرغم من الوضعية المزرية والظروف الكارثية التي يتواجد عليها سكان حي سيدي سالم، الذي يصنف كواحد من الأحياء الأكثر مأساوية في الجزائر، بتعداد يقارب ال10 آلاف نسمة، وعجلت هذه الاشاعة، بخروج عشرات السكان المحرومين والمغبونين في هذا الحي في احتجاجات ضخمة، أسفرت عن وقوع إصابات خطيرة في صفوف المواطنين وعناصر الشرطة، إلى جانب عمليات تحطيم وكسر لواجهات وسيارات، فيما تم توقيف 80 شخصا متهما بالاعتداء على عناصر الشرطة، تمّ التحقّيق معهم، قبل إطلاق سراح سبعين منهم، في حين طوقت عناصر الأمن وقوات مكافحة الشغب مداخل ومخارج منطقة سيدي سالم ببلدية البوني، تفاديا لوقوع أي تطورات أخرى، قد تكون غير محمودة العواقب، فيما تنقلت السلطات الولائية والبلدية والدائرية، لامتصاص غضب سكان سيدي سالم، الذين استمعوا لتوجيهات المسؤولين المحليين، بشفافية العملية المزمعة في القريب العاجل لتوزيع برنامج السكنات الاجتماعية المتواجدة بالمدخل الغربي للبلدية، إلى جانب تخصيص مشروع ضخم، للقضاء على كامل السكنات الفوضوية القصديرية لحي سيدي سالم، والذي من شأنه أن يمس جميع العائلات القاطنة بهذا الحي في غضون الأشهر والسنوات المقبلة.