أدى احتدام المواجهات التي استعملت فيها الزجاجات الحارقة والقنابل المسيلة للدموع بين سكان حي سيدي سالم وقوات مكافحة الشغب لليوم الثاني إلى ارتفاع عدد المعتقلين من 8 إلى 19 شخصا وعدد الجرحى إلى 12 بينهم 09 رجال أمن واختناق 03 أشخاص بينهم رضيع ذو 15 شهراالاشتباكات العنيفة بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين من سكان حي سيدي سالم التي اندلعت شرارتها في اليوم الأول عقب شن العشرات منهم حركة إحتجاجية للمطالبة بالترحيل نحو السكنات المنجزة بمحاذاة القطب الجامعي الجديد وتأججت نيرانها بعد إقدامهم على غلق الطريق بالحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية المضرم بها النيران، تجددت من جديد عشية نفس اليوم بعد إنسداد قنوات الحوار بين القوات المتدخلة والغاضبين ليكون الرشق العشوائي بالزجاجات الحارقة «المولوتوف« والحجارة والرد بالقنابل المسيلة للدموع لغة الحوار الوحيدة بين الطرفين ما أدى إلى إرتفاع حصيلة الجرحى إلى 12 جريحا بينهم 09 من رجال الشرطة تم نقل 05 منهم على متن سيارة الإسعاف التابعة لوحدات الحماية المدنية إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي إبن رشد لتلقي الإسعافات الأولية والخضوع للعناية المركزة ويتعلق الأمر بشرطي يبلغ من العمر 35 سنة تعرض لإصابة على مستوى الكتف وآخر صاحب ال 27 سنة من عمره أصيب بجروح على مستوى الأنف في حين تعرض شرطيان يبلغ أحدهما 32 سنة وآخر 41 سنة لجروح على مستوى أصابع اليد اليسرى، أما صاحب ال 31 سنة فقد أصيب على مستوى الرقبة وعن البقية فقد تعرضوا لجروح متفاوتة الخطورة إضافة إلى 03 جرحى وسط المواطنين حيث تلقى شاب يبلغ من العمر 17 سنة ضربات على مستوى الرأس والكتف وأصيبت فتاة تبلغ 23 سنة بكسر في اليد اليسرى ويتعلق الأمر بالمسماة (س.ف) هذا إلى جانب إصابة آخر بكسر على مستوى الرجلين كما أسفرت المواجهات عن إصابة 03 أشخاص بحالة إغماء إثر استنشاق الغازات المسيلة للدموع بينهم الرضيع المدعو (ل.قيس) ذو 15 شهرا والذي تعرض لأزمة تنفسية إثر استنشاقه للغاز المسيل للدموع تم نقلهم إلى ذات المصلحة لتلقي الإسعافات الأوليةمن جهتها خلفت الصراعات اعتقالات جديدة في صفوف المحتجين إذ ارتفع عددهم من 08 في الفترة الصباحية من يوم السبت إلى 18 موقوفا تم اقتيادهم إلى مقر أمن دائرة البوني للتحقيق معهم ومواجهتهم بالتهمة المنسوبة إليهم فيما يخص أعمال الشغب وتحرير محاضر سماع في حقهم في إنتظار تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار إقليم الاختصاص علما أن عملية الاعتقالات قد استمرت إلى غاية الساعة السابعة زوالا.موجة الغضب العارمة لم تتوقف عند هذا الحد فحسب وإنما تعدت ذلك لتبلغ دروتها في حدود الساعة الثامنة والنصف ليلا أين اندلعت شرارتها من جديد دون أن تسفر عن أية إصابات في الوقت الذي حبست فيه العائلات ليوم كاملا تخوفا من الإصابات والإختناقاتسخط المتظاهرين تواصل لليوم الثاني على التوالي بدأ من منتصف النهار معلنا حالة طوارئ، استنفرت فيها مصالح الأمن عناصرها بعد إقدام حشود المتجمهرين على إعادة غلق الطريق بالمتاريس والحجارة والعجلات المشتعلة في محاولة لتفريقهم والسيطرة على الوضع غير أنها لم تنجح في ذلك أمام إصرار الغاضبين على تصعيد اللهجة والتهديد بحرق مركز البريد لتعيد الأحداث نفسها ما أدى إلى اعتقال محتج آخر في حين استمرت موجة الغضب التي لم تخلو من استعمال الشرطة للهراوات والكليموجان والمتظاهرين للزجاجات الحارقة والحجارة.