نوه السعيد بركات وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أمس، على هامش اليوم البرلماني الذي نظمته لجنة الصحة، إلى أن الوزارة تسعى لخلق آليات قصد التقدم في مساعي الصلح بين ممارسي الصحة والوزارة الوصية، حيث يعرف قطاع الصحة منذ بداية السنة الجديدة غليانا اجتماعيا على خلفية المطالبة برفع الأجور وإلغاء القانون المتعلق بالتقاعد المسبق. كما تحدث بركات عن عدم قانونية الإضراب الذي قضت به العدالة. وفي موضوع المخطط الوطني لمكافحة السرطان، صرّح السيد سعيد بركات وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أنه سيتم استلام ستة مراكز جهوية جديدة لمكافحة السرطان من بين مجموع 15 مركزا قبل نهاية سنة 2010، وأكّد أنّ إنجاز سبعة مراكز في طور الدراسة وأن باقي المنشآت قد بلغت نسبة الإنجاز بها 50 بالمائة. وتأسّف الوزير كون 3 مراكز فقط هي عملية من بين مجموع 5 مراكز للعلاج بالأشعة الموجودة. والتزم الوزير في هذا السياق، بتجديد واستبدال ومضاعفة معدات وأجهزة الهياكل القديمة "التي تجاوزها الزمن من الناحية التقنية ولم تعد تستجيب للمعايير". وقال بركات إنّ الجزائر اختارت اقتناء المسرعات النووية "الأكثر رواجا حاليا وتعطي نتائج أحسن". وتطمح الوزارة إلى التوصّل بفضل المخطط الوطني لمكافحة السرطان، إلى هدف 29 مركزا لمكافحة السرطان موزّعة عبر التراب الوطني، ممّا سيمكن حسب الوزارة من التكفل محليا بحوالي 80 بالمائة من المرضى وتجسيد المحاور الكبرى للمخطط، كما أشارت رئيسة جمعية أمل لمساعدة مرضى السرطان إلى أن المخطط ينبغي أن ينطلق من عديد الاعتبارات أهمها: تحديد واقع السرطان في الجزائر، الإمكانيات المتوفرة لمكافحة السرطان، معرفة مستوى الوعي الشعبي بخصوص الوقاية والعلاج، حيث ينبغي أن تكون المعطيات المتعلقة بها في يد الأطباء، مختلف الوزارات المعنية، البرلمان والجمعيات للخروج بتوصيات يستند عليها المخطط. وعلى هذا الأساس، تتطلب الوقاية إعداد برنامج إعلامي حول السرطان ومنع التدخين في الأماكن العمومية، مع رفع أسعار السيجارة. وبهذا الخصوص، يتعين على كل من وزارة الصحة، العمل، التضامن والأسرة، تنظيم حملات لفرض احترام القوانين، فضلا عن ضرورة تسطير إستراتيجية لمكافحة التدخين. وحسب الجمعية، فإن المخطط يقوم على أربعة محاور أساسية هي الوقاية، الكشف المبكر، العلاج والمتابعة. وتعد الوقاية العنصر الأهم الذي يرتكز عليه المخطط، إذ يجب أن تصل الرسالة إلى كافة المواطنين ليدركوا أسباب ومخاطر السرطان. وتجدر هنا الإشارة إلى أن معظم السرطانات يسببها الإدمان على التبغ، المشروبات الكحولية، التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة بدون حماية خاصة بالنسبة للأطفال الاعتماد على الأغذية المشبعة بالدهون دون تناول الخضر والفواكه، استنشاق الهواء الملوث والتدخين السلبي. ويستند محور الكشف على فكرة تحضير إستراتيجية وطنية لتشجيع الكشف المبكر عن السرطانات، لاسيما ما تعلق بسرطان الثدي، الرحم، القولون والبروستات، مع مراعاة تحمل الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية ومديريات الصحة لنفقات الفحص المبكر، وذلك من منطلق أن التشخيص المبكر يمكّن من تقليص نسبة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30 في المائة وضمان معالجة سرطان القولون والبروستات بنسبة 80 في المائة.