لم تكن الأجواء ذاتها في مقرات الأحزاب خلال الجولة التي قادت "الشروق" إليها أمس، ففي الوقت الذي سجلت حالة من الانشراح في مقرات أحزاب الأفلان، الأرندي وجبهة المستقبل، التي كشفت الأرقام الأولية عن تقدمها، لوحظت برودة في مقرات الأحزاب التي لم تحقق المكانة التي كانت تطمح إليها على غرار حزب طلائع الحريات، حمس، وحزب العمال. وكشفت الجولة التي قادتنا إلى مقرات الأحزاب، ساعات قبل إعلان وزير الداخلية نور الدين بدوي، عن نتائج المحليات، عن اختلاف الأجواء من مقر إلى آخر، حيث كانت البداية بحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أين نزع أمينه العام أحمد أويحيى قبعة الوزير الأول، وارتدى بدلة المناضل بحزبه، مختارا قضاء ليلة بيضاء بمقر "الأرندي" ببن عكنون منتظرا النتائج الأولية التي كانت تصل من مختلف الولايات، حيث لم يخف مناضلو التجمع فرحتهم بالنتائج المحققة، والتي تدحرجت لصالحهم في العديد من البلديات، حيث تحصل الأرندي على 451 بلدية. وبمجرد وصولنا إلى مقر حزب جبهة التحرير الوطني بأعالي حيدرة، لاحظنا حركية غير عادية ببيت الآفلان كما عودنا عليها في كل موعد انتخابي، أين كان المقر يعج بمناضلي الحزب من قيادات ووزراء سابقين، الذين قبعوا هناك لساعات طويلة، مكتفين بالتعليق على النتائج الأولية التي كانت تصل من مختلف الولايات، فرغم حفاظ الآفلان على الصدارة، إلا أن النتائج لم تكن مرضية لدى الأغلبية، خاصة أن الحزب تراجع مقارنة بانتخابات 2012، أين احتفظ بالصدارة، لكن مكانته في العديد من البلديات تدحرجت لصالح التجمع الوطني الديمقراطي، مثلما لوحظ أثناء الفرز بعدد من المراكز الانتخابية، حيث تحصل الآفلان على 603 بلدية و711 مقعد ولائي، وصنعت جبهة المستقبل المفاجأة بعد افتكاكها المرتبة الثالثة ب71 بلدية. بالمقابل، ظهرت مقرات العديد من الأحزاب "الخاسرة" خاوية على عروشها على غرار حزب طلائع الحريات، حيث انعكست النتائج الأولية التي تحصل عليها الحزب على الجو العام أمام المقر، الذي بدا مهجورا، ونفس الشيء بالنسبة لحركة مجتمع السلم فرغم تحقيقه نتائج إيجابية، إلا أن الوضع العام السائد أبان عن عدم رضا عن النتائج المحققة. وغير بعيد عن مقر حمس بالمرادية، بدا السكون بمقر "الدا الحسين" جبهة القوى الاشتراكية، فبمجرد وصولنا إلى المقر استقبلنا السكرتير الأول للحزب جيلاني الذي أكد في تصريح ل"الشروق" أن النتائج النهائية لم تكشف بعد، إلا أنه لم يخف تعرض الحزب للعديد من التجاوزات، قائلا "لقد تقدمنا بمجموعة من الإخطارات لمصالح عبد الوهاب دربال ونحن في الانتظار". من جانبه، أبدى تجمع أمل الجزائر "تاج" فرحته للنتائج المحققة، حيث أكد المكلف بالإعلام نبيل يحياوي ل"الشروق" أن الحزب يدخل المحليات لأول مرة في تاريخه، وهو متفائل بالنتائج المحققة، مؤكدا أن "تاج" تحصل على أهم البلديات خاصة بالعاصمة.