توج الفيلم الوثائقي، "صقر الصحراء"، مخلوف مخلوفي (المدعو مخلوف بن قسيم)، مساء الأحد، بالجائزة الثانية، خلال سهرة اختتام المهرجان المغاربي الوثائقي والعلمي الذي احتضنته مدينة مدنين التونسية. وهو الفيلم الذي أنتجته مؤسسة فوتو ميديا للإنتاج السمعي البصري بدعم وإشراف جمعية الشهيد القائد مخلوف بن قسيم. لم يخف المخرج خالد شنة فرحته بعد التتويج النوعي الذي حظي به فيلمه الوثائقي "صقر الصحراء" في تونس، معتبرا هذا الإنجاز ثمرة جهود جيل شاب سعى إلى نفض الغبار عن سيرة ومسيرة أحد أبطال ثورة التحرير في الجنوب الكبير، متمثلا في الشهيد مخلوف مخلوفي (المدعو مخلوف بن قسيم)، وهو فيلم وثائقي تاريخي، مدته 36 دقيقة، كلف إنجازه مدة عامين من العمل والبحث في سيرة الرجل وشهادات حول أبرز مناقبه وتضحياته. وأكد خالد شنة أن هذا العمل يصب في إطار الحفاظ على الذاكرة الحية وكتابة التاريخ الوطني لإخراج أبطال الثورة إلى النور. ويحكي الفيلم سيرة الشهيد مخلوف مخلوفي بن قسيم، الذي يعد أحد أبطال ومهندسي الثورة التحريرية في ربوع الزيبان. ولد وتربى في مدينة طولقة في عائلة بسيطة وبدوية، اشتهر بالصيد، التحق بصفوف الثورة التحريرية عام 1955، من بوابة الأفواج المتجهة إلى الصحراء، بزغ نجمه في المعارك الأولى التي حدثت بجبل محارقة، ليقلد مراتب عسكرية من طرف العقيد سي الحواس، وبرهن عن حنكته القيادية واستراتيجيته العسكرية. استشهد يوم 30 ديسمبر 1961 إثر كمين نصبه العدو الفرنسي. وحسب المخرج خالد شنة، فقد اجتهد أن يكون الفيلم الوثائقي "صقر الصحراء" تحفة فنية إبداعية جديدة للسينما الجزائرية، وتجربة تضاف إلى رصيد ما يقدمه باقي الزملاء في هذا المجال، مضيفا أنه اعتمد في إنجاز الفيلم على الشهادات الحية لرفقاء الكفاح المسلح أمثال الرائد عمر صخري والمجاهد بشيري ثامر والمجاهد مختار مخلط ولخذاري زيان، كما استند في التحقيق التاريخي على الأستاذ آمحمد قرود، المؤرخ الباحث في تاريخ الولاية السادسة التاريخية، مع توظيف المشاهد التمثيلية لخلق نظائر للواقع والاستعانة بمقاطع 3D لرسم ومحاكاة المعارك التي حدثت خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى صور ومقاطع فيديو أرشيفية.