تذكرت مؤخرا الأسرة الثورية بمدينة طولڤة في بسكرة، الشهيد مخلوفي مخلوف المعروف باسم مخلوف بن قسيم، في الذكرى الثالثة والخمسين لاستشهاده بناحية الجلفة، دهسته دبابة، في صورة تكرس بشاعة جرائم المستعمر الفرنسي. أكد المجاهد بشيري ثامر رئيس جمعية أول نوفمبر بالمسيلة، أن الشهيد مخلوف بن قسيم مهندس في حرب العصابات، له مواقف شجاعة، فضلا عن أنه يتمتع باستراتيجية خارقة، يكفي أنه قناص طائرات بامتياز؛ ففي معركة محارقة، أسقط 8 طائرات لوحده، وكان يحوز سلاح ”قارا أمريكية”، وتساءل المجاهد بشيري كيف نتأخر حتى اليوم كي نتذكر هذا البطل الذي يعد ثاني رجل بعد سي الحواس، مقترحا إقامة معلم يخلده بإحدى المناطق الثلاث التي جاهد بها بسكرةبوسعادةوالجلفة. وفي نفس المنحى، قال أحد رفقائه المجاهد كربع أحمد إن الضابط الأول بن قسيم كان صيادا ماهرا يصطاد الغزال بحكم أنه من البدو، فتولد لديه عشق إسقاط طائرات العدو، حيث كان يقول في المعارك ”أنتم عليكم بالعسكر وأنا أتكفل بالطائرات”، وكان يحسن مكان اختيار نصب ”الكازمات” حتى لا تكشفهم طائرات العدو، وألقي عليه القبض في جبل مساعد قرب بوسعادة، ولما اكتشفوا بأنه ضابط حول إلى الجلفة، وهناك أعدم بطريق بشعة ”عڤبوا عليه ليشار”. وفي نفس السياق قال رفيقه تومي عبد الرزاق الذي يصر على الحضور في الندوات بلباسه الثوري، إن بن قسيم خضع للتعذيب وطلب منه العدو أن يأمر ”الفلاڤة” بالنزول مقابل تنصيبه قائدا، لكنه رد عليهم بالقول ”انظروا للأشجار.. إذا مات مخلوف فالشجر كله مخلوف”.